اعتبر وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أحمد اخشيشن، أن التقويم يعد مدخلا أساسيا لتصحيح أي ورش إصلاحي وتطويره وتجديده، ولا سيما إذا تعلق الأمر بورش مجتمعي طموح في مستوى ورش استكمال إصلاح منظومة التربية والتكوين. وأبرز اخشيشن، خلال ترؤسه أول أمس الإثنين بالعيون للدورة التاسعة للمجلس الإداري لأكاديمية التربية والتكوين بجهة العيون-بوجدور-الساقية الحمراء، أن التقويم مكون أساسي من مكونات النهج التعاقدي والحكامة القائمة على ترسيخ المسؤولية التي تم اعتمادها في تدبير الشأن التربوي. وأشار إلى أن انعقاد هذه الدورة، وهي الأولى للمجلس برسم سنة 2010، يتزامن مع فترة اختتام الموسم الدراسي الذي يعد أول موسم في ظل الأجرأة الفعلية للبرنامج الاستعجالي، للوقوف على الحصيلة الأولية بإنجازاتها ونجاحها وتعثراتها وإخفاقاتها لترسيخ الأدوار وتحديد المسؤوليات بهدف تثمين المكتسبات وتحصينها ورصد مكامن الخلل لتجاوزها واستدراك كل تأخير محتمل بالنجاعة والسرعة المطلوبتين. واستعرض اخشيشن، بالمناسبة، عناصر الحصيلة الوطنية برسم السنة الأولى من تفعيل البرنامج الاستعجالي في جانبها الكمي وشقها التربوي، من خلال ثلاثة محاور أساسية همت توسيع العرض التربوي وتأهيل المتوفر منه، ومواجهة المعيقات الاجتماعية والاقتصادية التي تحول دون تمدرس التلاميذ، وكذا تطوير النموذج البيداغوجي. وشدد على أن التحديات التي يطرحها البرنامج الاستعجالي تستدعي التعبئة الشاملة والمستمرة، واليقظة والانخراط القوي لجعل الإصلاح واقعا معيشا على مستوى المؤسسات والفصول الدراسية، ولكسب رهانات التربية والتعليم التي تشكل محددا حاسما لمستقبل البلاد، بما ينسجم مع المبدأ الأساسي لهذا المشروع الإصلاحي المتمثل في جعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين. ومن جهته، أبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالعيون عزيز نحية، في عرض قدمه حول حصيلة البرنامج الاستعجالي بالجهة وحصيلة السنة الدراسية 2010/2009، أنه تم، في إطار تطوير توسيع العرض التربوي، إحداث 43 حجرة دراسية، منها 33 بالتعليم الثانوي التأهيلي، و10 بالتعليم الابتدائي، وأربع مؤسسات تعليمية منها مدرسة ابتدائية، وثانوية إعدادية وثانويتان تأهيليتان، وتوسيع 11 حجرة دراسية بالتعليم الثانوي الإعدادي وبناء داخلية، إضافة إلى فتح 6 حجرات للتعليم الأولي بمؤسسات التعليم الابتدائي. وبخصوص تأهيل المؤسسات التعليمية، أشار نحية إلى أنه تم تأهيل جميع المؤسسات التعليمية بالجهة، عبر مدها بالمرافق الصحية وتزويدها بالكهرباء والماء الصالح للشرب، وترميم 549 حجرة دراسية برسم سنة 2010، منها 286 حجرة بالمستوى الابتدائي، و204 بالثانوي الإعدادي، و59 بالثانوي التأهيلي. وفي إطار تكافؤ الفرص لولوج التعليم الإلزامي، أبرز نحية أنه خلال الموسم الدراسي 2010/2009، استفاد نحو 27 ألفا و351 تلميذا وتلميذة من المحفظات واللوازم المدرسية و8 آلاف و751 من الزي المدرسي الموحد. واستعرض بالمناسبة مؤشرات القطب البيداغوجي، والتي تهم تطوير العدة البيداغوجية، ومحاربة ظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسة، وإدماج تقنيات الإعلام والاتصال، وحفز روح الإبداع ضمن مجال التعلمات، وكذا تحسين جودة الحياة المدرسية، ودعم الصحة المدرسية، وتشجيع التميز ووضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه. وسجل أن نسبة النجاح بالجهة بلغت، خلال هذا الموسم الدراسي، نسبة 90ر89 بالمائة بمستوى السادس ابتدائي، و29ر50 بالمائة بمستوى الثالثة إعدادي، و55ر45 بالمائة بمستوى الثانية بكالوريا. وخلال هذه الدورة، قدمت اللجان المختصة تقاريرها التي تضمنت مجموعة من التوصيات تتعلق في مجملها بضرورة مراعاة الخصوصيات المحلية في وضع البرامج، والعمل على الإشراك الفعلي لجميع أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية في جميع البرامج والمشاريع إعدادا وتنفيذا وتتبعا لتفعيل أدوار أعضاء المجلس، والتعجيل بإحداث النواة الجامعية بهذه الجهة، وكذا العمل على حل المشاكل التي تعوق السير الطبيعي للعملية التعليمية. وقد تم خلال هذه الدورة، التي حضر أشغالها على الخصوص عاملا إقليمي بوجدور وطرفاية، على التوالي محمد الناجم ابهاي ومحمد علي حبوها، والعامل المكلف بالكتابة العامة لعمالة إقليمالعيون حميد الشرعي، توقيع ثلاث اتفاقيات، تهم الأولى توفير النقل المدرسي بالعالم القروي وشبه الحضري لفائدة 1121 تلميذ وتلميذة. وتهدف الاتفاقية الثانية إلى إنجاز برامج تساهم في تحقيق الأهداف المعلن عنها في إطار البرنامج الأفقي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنة 2010 لفائدة التلاميذ بإقليم طرفاية والأطفال المنخرطين في إطار التربية غير النظامية بالإقليم. أما الاتفاقية الثالثة، فتهم إنجاز برنامج لدعم تدريس اللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية لفائدة التلاميذ بهذا الإقليم وفق البرامج والتوجيهات الرسمية.