بعد مرور سنتين من البرنامج الاستعجالي " من أجل نفس جديد لإصلاح منظومة التربية والتكوين " أعد قطاع التعليم المدرسي خلال شهر أبريل 2011 حصيلة البرنامج خلال نصف مرحلة البرنامج على المستوى الوطني وكذا على المستوى الجهوي وتطور مؤشرات التمدرس خلال هذه الفترة. وحسب الوثيقة المذكورة، فقد استطاع القطاع على المستوى الوطني تحقيق نسبة 80% من التدابير المبرمجة خلال السنتين الأوليين في البرنامج كمعدل عام وحسب المجالات الأربع كانت النسب كالتالي:75% بالنسبة لمشاريع قطب تعميم التمدرس؛80% بالنسبة لمشاريع القطب البيداغوجي؛86 %بالنسبة لمشاريع قطب الحكامة؛79% بالنسبة لمشاريع قطب الموارد البشرية،أما على المستوى الجهوي فقد تأرجحت نسبة التقدم في البرنامج بين 69% و99% مما يؤكد الفوارق بين الجهات والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. العبيدة تعرض حصيلة عملها سبق لكاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، لطيفة العبيدة أن قدمت "الحصيلة المرحلية للبرنامج الاستعجالي 2009-2011 والدخول المدرسي 2011-2012" أشارت إلى أنه من المتوقع أن يبلغ عدد المسجلين الجدد خلال هذا الموسم الدراسي 684 ألف و478 تلميذا وتلميذة بالسنة الأولى ابتدائي،أي بزيادة 48 ألف و004 تلميذا وتلميذة مقارنة مع السنة الماضية.كما عرف العرض المدرسي توسعا مهما،حيث تم إحداث 290 مؤسسة و4466 حجرة دراسية و112 داخلية مقارنة مع السنة الماضية 2011-2010 ،ليصل العدد الإجمالي للمؤسسات 9959 مؤسسة و141 ألف و326 حجرة دراسية و594 داخلية.وبالوسط القروي،تم إحداث 153 مؤسسة جديدة منها 89 بالتعليم الابتدائي و38 بالتعليم الثانوي الإعدادي و26 ثانوية تأهيلية،وهو ما يمثل 54 في المائة من مجموع الإحداثات.وفي مجال الموارد البشرية،فقد تعزز القطاع،وخاصة هيأة التدريس،ب8346 أستاذا جديدا من خريجي مراكز التكوين والتوظيف الجديدة،مما سيرفع من عدد المدرسين الى 233 ألف و180 مدرسا ومدرسة،يمثل منهم أساتذة التعليم الابتدائي 56 في المئة وأساتذة التعليم الثانوي الإعدادي 25 في المائة وأساتذة التعليم التأهيلي 19 في المئة.وبخصوص المبادرة الملكية "مليون محفظة"،فقد بلغ عدد المستفيدين أربعة ملايين و102 ألف و377 مستفيدا ومستفيدة،أي بزيادة 52 ألف و805 مستفيدا مقارنة مع سنة 2010-2011 وبكلفة إجمالية بلغت 313 مليون درهم. من جهة أخرى اكدت المسؤولة الحكومية ارتفاع عدد المستفيدين من برنامج الدعم المادي المباشر"تيسير" ليصل الى 670 ألف تلميذا وتلميذة و394 ألف أسرة،كما يرتقب أن يستفيد مليون و295 ألف و429 من التلاميذ من الإطعام المدرسي،و112 ألف و706 من السكن بداخليات المؤسسات التعليمية،فضلا عن استفادة هذه السنة حوالي 8 آلاف تلميذا وتلميذة من الدراجات الهوائية،و29 ألف تلميذا وتلميذة من النقل المدرسي،كما تحدثت عن ربط وتجهيز أزيد من 4 آلاف مؤسسة تعليمية جديدة بشبكة الأنترنيت في إطار برنامج "جيني"،وفتح خمس ثانويات التميز التأهيلية بنيابات القنيطرة،ومكناس،والداخلة،وسلا،وتازة.خلال الموسم الدراسي الحالي. زويتن ينتقد البرلماني وعضو لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب عن العدالة والتنمية محمد زويتن أكد أن مؤشرات وأرقام الوزارة لا ترق إلى طموح المواطنين ولم تصل إلى الأهداف التي سطرتها الوزارة. وأضاف زويتن أن نسبة تغطية الجماعات المحلية لم تتعد 56 في المائة عوض 65 في المائة المسطرة في البرنامج ، في حين وصلت نسبة التمدرس في الابتدائي إلى 97,5 في المائة وفي الإعدادي 79,1 في المائة وفقط 52,8 في المائة في الثانوي ، كما أن نسب التكرار مرتفعة جدا وصلت في الثانوي إلى 19,2 في المائة مسجلة ارتفاعا ملموسا مقارنة مع السنة الماضية، في حين أن الهدر انخفضت من 15 في المائة إلى 9,2 في المائة. أما نسب استكمال الدراسة فلم تتعد في الابتدائي 86 في المائة و64 في المائة في الإعدادي، و36 في المائة في الثانوي، في حين أن نسبة الاكتظاظ وصلت إلى 10 في المائة في الثانوي. تفاوت في النتائج حسب الجهات ومقارنة بين الجهات،وابرز المتحدث أن هذه النسب عرفت تفاوتا كبيرا حيث احتلت جهة مراكش تانسيفت الحوز النسب المتدنية في استكمال الدراسة مثلا 23 في المائة في الثانوي، مقارنة مع وادي الذهب الذي وصلت النسبة إلى 98 في المائة. أما نسبة الاكتظاظ فوصلت في تازة تاونات إلى 21,6 في المائة، ونسبة الهدر المدرسي في جهة تادلة أزيلال إلى 13 في المائة في الإعدادي. للنقابات رأي آخر النقابات التعليمية وبحكم تتبعها لكل خطوات وزارة التربية الوطنية عبرت عن مواقفها من حصلة البرنامج الاستعجالي ومن وضعية القطاع ككل ،وفي هذا الإطار انتقد البيان الختامي للجامعة الصيفية التاسعة للجامعة الوطنية لموظفي التعليم حصيلة الوزارة حيث سجل بدوره ضعف النتائج المتوقعة من البرنامج الاستعجالي الذي دخل سنته الرابعة حيث لازالت المدرسة الوطنية العمومية تعاني من عدة اختلالات"الاكتظاظ، ضعف البنيات التحتية،غياب الأمن،استمرار ظاهرة الهدر المدرسي،عدم التزام العديد من المقاولات في تسليم البنايات المدرسية والداخلية في الوقت المناسب..."مع استمرار هدر المال العام في العديد من المصالح الخارجية للوزارة خصوصا ما ورد في تقرير المجلس الأعلى للحسابات، بدورها عبرت النقابة الوطنية للتعليم (ف. د. ش.) عن قلقها بخصوص ما وصفته بتراكم اختلالات المنظومة التربوية في من الأكاديميات واستمرار مشكل الخصاص في الموارد البشرية، رغم النداءات المتكررة ورغم التوظيفات المباشرة التي اعتمدتها الحكومة تحت ضغط الحراك الاجتماعي.كما عبّرت النقابة، في بيانها الأخير، عن أسفها للممارسات الزبونية والمحسوبية التي تخلّلت هذه التوظيفات، معتبرة أن مثل هذه الحلول الترقيعية تُلغي المجهودات الرامية إلى تأهيل العنصر البشري وتضرب، في العمق، خطاب الجودة وتحسين المستوى المهني للنهوض بالمنظومة التربوية وتُعرّض المَبالغ المالية الاستثنائية المرصودة للهدر والضياع. واستنادا إلى نفس البيان، فإن الحكومة لا ترغب في توفير المواد البشرية الضرورية لتوسيع التعليم والرفع من مستواه، مما يؤدي إلى حرمان العديد من التلاميذ من التوفر على أساتذة وإلى تفاقم ظاهرة الاكتظاظ.