مراكش 21/ 7/ ومع/ قالت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي السيدة لطيفة العابدة، أمس الأربعاء بمراكش، إن المفهوم الجديد للعرض المدرسي لا يقتصر فقط على توفير الفضاءات المدرسية والتجهيزات والموارد البشرية، بل يقتضي إدماج كافة الشروط المادية والتربوية اللازمة لتمدرس الأطفال. وأوضحت السيدة العبيدة، في كلمة ألقتها خلال ترؤسها للدورة التاسعة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش- تانسيفت -الحوز برسم سنة 2010، أن هذه الشروط تتمثل بالأساس في توفير التغذية والنقل المدرسي والمآوي والكتب والأدوات واللوازم المدرسية والدعم المالي للأسر المحتاجة. وأضافت أن توسيع العرض المدرسي للموسم 2010/2009 عرف إحداث 168 مؤسسة تعليمية، من بينها 61 مؤسسة بالعالم القروي فيما عملت الوزارة على تأهيل الفضاءات التعليمية من خلال برمجة إعادة إصلاح 2781 مؤسسة وتأهيل 229 داخلية. وأشارت، في السياق ذاته، إلى أن عدد المستفيدين من التغذية المدرسية ارتفع بالتعليم الابتدائي بنسبة 15 بالمائة (625 ألف و138 مستفيد جديد)، كما ارتفع عدد الداخليين ب 1111 داخليا بالتعليم الثانوي الإعدادي، وب3697 بالتعليم الثانوي التأهيلي، فضلا عن توسيع قاعدة المستفيدين من المبادرة الملكية "مليون محفظة" ليصل إلى ثلاثة ملايين و677 ألف تلميذ وتلميذة، مضيفة أن مبادرة إحداث أقسام للتعليم الأولي بالمدارس العمومية ساهمت في رفع نسبة تمدرس الأطفال، والتي انتقلت برسم السنة الدراسية المنصرمة إلى أزيد من 63 بالمائة. وأكدت السيدة العابدة أنه، حسب النتائج الأولية لمشروع "جيل مدرسة النجاح"، فإن العديد من المؤسسات العمومية تمكنت من تحقيق تحسن ملموس في نسب النجاح في السنة الأولى ابتدائي، بلغت في بعض الأقاليم نسبة 98 بالمائة. وأبرزت، من جهة أخرى، أن الوزارة اتخذت إجراءات على مستوى التكوين والتأطير والتتبع لتكييف نظام التقويم والامتحانات مع بيداغوجيا الإدماج. وبخصوص مجال الامتحانات المدرسية، أشارت الوزيرة إلى أن الموسم الدراسي 2010/2009 عرف تحسنا ملموسا في نسب ومعدلات النجاح، خاصة في ما يتعلق بامتحانات الباكالوريا، حيث بلغت نسبته الإجمالية 54ر49 بالمائة مقابل 54ر42 بالمائة في السنة الماضية حيث بلغ عدد الناجحين 136 ألفا و849 تلميذ وتمليذة. وأرجعت الوزيرة هذا التحسن في النتائج بالأساس إلى استقرار الهندسة البيداغوجية لسلك الباكالوريا والتمرس بالبرامج الدراسية الجديدة وتحسين تدبير المؤسسات التعليمية الناتجة عن الشروع في تنفيذ البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين. وجددت السيدة العابدة الدعوة لكل الفاعلين والشركاء إلى المزيد من الانخراط والتعبئة في أوراش الإصلاح لكسب رهانات التربية التي تشكل محددا حاسما لمستقبل المغرب. وخلال هذا اللقاء، الذي حضره والي الجهة وعمال عمالات وأقاليم الجهة وأعضاء المجلس الإداري ورؤساء جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، تم تقديم عروض لجان التخطيط الاستراتيجي والحكامة والمالية والموارد البشرية والبيداغوجية. ومن جانبه، قدم مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز السيد محمد خالد الشوللي عرضا مفصلا عن البرنامج الاستعجالي الجهوي والتأطير الميزانياتي وحصيلة أجرأة هذا البرنامج برسم السنة الدراسية 2009/2010، ووضعية مشاريع البناء والتأهيل المدرسي، وتأهيل المؤسسات التعليمية بالجهة، وتطوير التعليم الأولي، والإرتقاء وتطوير التربية البدنية، وإنصاف الأطفال والجماعات ذات الاحتياجات الخاصة، وتأهيل العرض التربوي بالثانوي التأهيلي. وأضاف أن الأكاديمية تتوخى تحقيق نسبة تمدرس في كل جماعة خلال الموسم الدراسي 2012 ليصل إلى 95 بالمائة بالنسبة للأطفال ما بين 6 و11 سنة و90 بالمائة للأطفال ما بين 12 و14 سنة، وتحقيق استكمال التمدرس بالثانويات التأهيلية بنسبة 60 بالمائة بالنسبة للفئة العمرية ما بين 15 و17 سنة، وتعميم نسبة الربط الصحي والماء والكهرباء، وترميم المؤسسات التعليمية وتجديد تجهيزاتها، وتعميم الزي المدرسي،وتوسيع مبادرة مليون محفظة، وإرساء الدعم المالي المباشر للأسر في إطار برنامج "تيسير". وأشار السيد الشوللي إلى أن البرنامج يروم الارتقاء وتطوير التربية البدنية والرياضة المدرسية، وتطوير آليات التمدرس ببيدغوجيا الإدماج، والارتقاء وتحديث الوسائل التعليمية، والعمل على إدماج تقنيات الإعلام والاتصال، وتحسين جودة الحياة المدرسية ومحاربة الهدر المدرسي، مؤكدا في هذا الإطار أن كل الإمكانيات المادية والبشرية متوفرة لتنفيذ هذه المشاريع بمختلف أقاليم الجهة. وبهذه المناسبة، تم الإعلان عن إحداث نيابة تعليمية بإقليم الرحامنة وتوقيع اتفاقية تعاون بين الأكاديمية والمجالس الإقليمية لتفعيل المخطط الإقليمي لمنظومة التربية والتكوين في إطار أجرأة البرنامج الاستعجالي جهويا ومحليا، واتفاقية أخرى مع الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات لتوفير النقل المدرسي لمحاربة الهدر المدرسي، فضلا عن توقيع اتفاقية شراكة بين الأكاديمية ونادي الصحافة بمراكش للمساهمة في مواكبة مشاريع البرنامج الاسعجالي للتربية والتكوين.