لا يعقل بل لا يمكن المطالبة بترشيد أحاديث وتصريح المناضل النقابي الكبير محمد نوبير الأموي، ومن الصعب محاصرته بالحث على ضرورة انتقاء الكلمات وحسن صياغة التعابير. الأموي هو هكذا، وهذا طبعه، رجل بدوي قح طوع العمل النقابي وليس العمل النقابي الذي أثر فيه وطبع شخصه، ولقد نجح بفضل ذلك وغيره كثير أن يعمر كل هذه المدة في رأس هرم أحد أهم المركزيات النقابية في بلادنا، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل منذ عشرات السنين. قد نتفق مع الرجل أو نختلف معه في قضايا كثيرة وقد نعبر له عن انزعاجنا الكبير من كل هذا العمر الذي قضاه واستمر فيه على رأس قيادة هذه المركزية، لكن كل ذلك لا ينفي ولا يلغي أن الأمر يتعلق بمناضل سياسي ونقابي من العيار الثقيل، والذي يفرض احترامه على الآخرين. مناسبة الحديث عن هذا الرجل لا تتعلق بالمسيرة التي قررت كل من الكنفدرالية والفدرالية تنظيمها، ولهما الحق كل الحق في ذلك، ولكن المناسبة تكمن في تشبيه الأموي لوزراء الحكومة المغربية ب «الدراري» وإن كنا لا نملك القدرة على وضع هذه الكلمة في السياق الذي جاءت فيه، علما أن مفاهيم الكثير من الكلمات تتحدد في السياق الذي تأتي فيه كل كلمة، ومع كل ذلك أعتقد أن هذا الوصف انفلت من لسان نوبير الأموي دون أن يتحكم فيه بالشكل المطلوب؛ وهو تعبير غير لائق على كل حال. وقد يكون خلود الأموي في منصبه هو الذي يظهر الأجيال التي تتوافد على المسؤوليات مجرد «دراري»