" أليس منكم رجل رشيد " صدق الله العظيم ( هود الآية 78 ) وأنا أتصفح تصريحات السيد نوبير الأموي في وصفه لحكومة السيد بنكيران بالأطفال " الدراري " لفتت إنتباهي التعليقات التي إنهالت على النقابي المغربي سبا وشتما وتحقيرا , وكأنه نطق بكفر عظيم أو حرف كلام الله عز وجل. سألت نفسي عن هوية هؤلاء المعلقين وهل هم فريق يعمل بنظام وانتظام . وهل هدفهم هو إغراق محركات البحث بكلمات الحب والتمجيد في حق حبيبهم وقرة أعينهم ورئيسهم المعظم بالله صاحب المهابة واللسان الذي لا يتلعثم عبد الإله بنكيران. أليس منكم رجل رشيد ..؟ وهل هذه هي أخلاق حزب العدالة والتنمية ؟ هل يعرف معظمكم من هو نوبير الأموي ؟ وما موقعه داخل حركة النضال والكفاح العمالي المغربي؟ نوبير الأموي يا أبناء العدالة والتنمية لم يُسلم يوما ما رأس إخوانه لضباط الإستعلامات العامة في مدينة الرباط. نوبير الأموي لم يك يوما ما على علاقة مع الخلطي . نوبير الأموي لم يعارض النظام الملكي ( راجع تصريحات عبد الإله بنكيران في لقاءه مع الجالية في برشلونة ) نوبير الأموي لم يؤسس : الكنفدرالية الديموقراطية للشغل بإيحاء من ضباط المخابرات كما فعل رئيسكم ( راجع : تصريحات عميل المخابرات المغربي محمد الخلطي حول حقيقة علاقته بعبد الإله بنكيران" الأيام " ). بل هو الرجل الذي عمل في الضوء والنور وتحت لواء مؤسسة نقابية إقتلعت مطالبها بكفاح وإخلاص. وإذا كانت العدالة عندكم هي التطاول على رموز الوطن فإني أبشركم بأن حزبكم لا يعدو يكون مجرد إسفنجة استعملت لإمتصاص لحظة من لحظات التجلي في مغربنا الحبيب. وإني لا أستغرب هجومكم على السيد نوبير الأموي لمجرد انه وصف حكومتكم بأنها " دراري " لأنه ومن وحي تعليقاتكم على كلامه اثبتم أنكم بالفعل دراري.ومن صفات الأطفال أنهم لا يعيرون أي إهتمام للتاريخ بل قد يجهلون تاريخ أبائهم وأولياء أمورهم. أعلم أنكم تهاجمون في السيد نوبير الأموي صفحة من تاريخ المغرب وتهاجمون في شخصه أعلاما من أعلام هذا الوطن ولمن نسي منكم أذكره بالشهيد عمر بنجلون. وأعلم يقينا أن عقدتكم تجاه الإتحاد الإشتراكي قديمة قدم مؤامراتكم وإليكم هذا المقتطف من المذكرات المشار إليها أعلاه : (( كيف حذرتهم من الاتحاد الاشتراكي؟ " قلت لهم إياكم ثم إياكم من الدخول في الصراع مع الاتحاد الاشتراكي، فقد يستفزونكم ويتحينوا لكم الفرصة للإجهاز عليكم.. فأجابني بنكيران قائلا نحن لن نخاف منهم، فمادام الحسن الثاني موجودا فنحن في حمايته، وأخبرني بسر لا أدري من أخبره به. " ماذا قال لك ؟ " أخبرني أنه يوم تقدمت الكتلة بمذكرتها المشهورة إلى الملك، قال لهم الحسن الثاني إذا لم تراجعوا مذكرتكم هذه، فسأطلق عليكم بنكيران. ورغم هذا حذرته، وقلت له إن الاتحاد الاشتراكي سيتربصون بكم إلى أن يتسببوا لكم في مشكل، وكان ما كان بعد 16 ماي، فقد استغلوها كمناسبة، وها أنت ترى أن الرميد لم يعد رئيسا للفريق النيابي، والريسوني أبعد من رئاسة الحركة.. في البداية كان يسألني بنكيران قبل أن يتخذ أي موقف عن موقف الاتحاد الاشتراكي، لكن فيما بعد أخذهم الغرور، وبدأوا يسلكون سياسة الاستفزاز.. " )) المصدر ( تصريحات عميل المخابرات المغربي محمد الخلطي " الأيام " ) اليس منكم رجل رشيد ؟ رجل يستوعب أن التربية الإسلامية الحقة تبدأ بتربية النفس وكبح غضبها وأهوائها. بالفعل أحسست وأنا أقرأ تعليقات مريدي الزاوية البنكيرانية أنهم يجهلون أبسط أبجديات التعاطي السياسي. كيف لهم ذلك وقد ترعرعوا في كنف أناس لا يفرقون بين الوشاية والسياسة. إنني وعندما وجهت في مقالي السابق تحية للدكتور سعد الدين العثماني كنت أعي ما أقول وكنت أكتب وأنا أسترجع ملامحه أمام بصري حين أجريت معه لقاء تلفزيونيا بالعاصمة واشنطن. يومها أدركت أن العقلاء والمتزنين والحافظين لألسنتهم لا مكان لهم في رئاسة حزبكم. والدليل فاجعة خسارة العثماني أمام معبودكم بنكيران في انتخابات حزبكم وليس المجال هنا يسمح بكشف المستور في هذا الشأن وبيننا الأيام. إنكم بهجومكم على رمز من رموز العمل النقابي المغربي أثبتم لي ولغيري أن السياسة عندكم تبدا وتنتهي عند أمر يصدر لكم بالإستماتة في الدفاع على قميص فريقكم وإيهام العوام بشعبيتكم ولو على صفحات الجرائد الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي. أليس منكم رجل رشيد؟ رجل يسدي النصح لرئيس حكومة بلد كلما صعد لمنبر للحديث تذكرنا خطابات معمر القدافي في مؤتمرات جامعة الدول العربية. رجل يقول لرئيس حزبكم أن المغرب لن يضيع في الظلام إذا خمدت فتيلة مصباحكم . وأن اليسار المغربي قدم الغالي والنفيس في سبيل بناء هذا الوطن وحقق من المكتسبات ما أنتم تنعمون به اليوم فوق كراسي الحكم. فليس نوبير الأموي بفاقد للذاكرة لكي ينسى من أنتم ولا هو بتلك الفرقعة السياسية التي طفت بين عشية وضحاها. بل أنتم من أفرزتكم اللحظة بين عشية وضحاها وعُبدت لكم الطريق للتربع على ربع كراسي البرلمان .. وفي لحظة غرور نسيتم أن الصاعد بسرعة مصيره النزول بسرعة وأن الأساس الهش لا يتحمل البناء المستقيم. فإما ان تتحملوا من موقعكم عواقب الجلوس على كرسي الحكم . وإما اعلنوها صراحة أنكم تريدون الإعفاء من رقابة الصحافة والإعلام وساعتها أتركوا مكانكم لمن تربى على العمل الديموقراطي الحقيقي.