عاشت مدينة بني ملال ليلة الأحد- الاثنين أجواء احتفالية لم تعهدها منذ مدة ، وذلك ابتهاجا بعودة فريق الرجاء المحلي إلى القسم الوطني الأول الذي غادره منذ 12 سنة . وكانت الأفراح قد انطلقت بعد انتهاء المباراة التي جمعت بملعب البشير بالمحمدية فريق رجاء بني ملال بالاتحاد المحلي ، والتي أفضت إلى التعادل السلبي ، مما أكسب فارس عين أسردون نقطة واحدة كانت كافية لانتزاع البطاقة الأولى للعودة إلى قسم الصفوة الموسم القادم ، في الوقت الذي ظل فيه الصراع على البطاقة الثانية محصورا بين فريقي نهضة بركان والاتحاد البيضاوي . وقد عبر سكان المدينة رجالا ونساء شيبا وشبابا خاصة المولعون منهم برياضة كرة القدم عن فرحتهم بتحقيق هذا الإنجاز الذي لم يكن الفريق بمختلف مكوناته يحلم بتحقيقه في بداية الموسم ، حيث كان أقصى ما كان يرنو إليه أعضاء المكتب المسير واللاعبون بل وحتى أكثر المتفائلين من جمهوره العريض هو الحفاظ على مكانته بالقسم الثاني الذي التحق به هذا الموسم بعد غياب دام حوالي تسع سنوات بقسم الهواة ، وهو ما أكده صانع الانجاز مدرب المجموعة الملالية يوسف فرتوت في تصريح صحفي بعد نهاية المقابلة قبل الأخيرة من دوري الدرجة الثانية . وقد خلدت الساكنة هذا الحدث ليلة أمس حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين ، حيث ظل العديد من شبان المدينة يجوبون الشوارع الرئيسية ويطوفون بالساحات العمومية على متن الدراجات الهوائية والنارية والسيارات وحتى الشاحنات ، طالقين العنان لمنبهات السيارات ومختلف أنواع التعبير من أهازيج ورقصات وهتافات تمجد عناصر الفريق التي حققت حلم العودة إلى القسم الأول للبطولة الاحترافية بعد غياب دام حوالي 12 سنة . وقد وجدت عناصر الأمن صعوبة كبرى في احتواء فرحة أنصار الفريق الذين تدفقوا بالمئات إلى وسط المدينة وتجمعوا حول النافورة الرئيسية المتواجدة عند ملتقى شارعي محمد الخامس والحسن الثاني ، وصنعوا فرجة غير عادية استمرت إلى حين عودة اللاعبين من المحمدية . ويذكر أن فريق رجاء بني ملال تأسس سنة 1956 بعد اندماج فريقي المدينة آنذاك الاتحاد الملالي والمولودية الملالية، اللذان كانا يمثلان فرق المقاومة ضد المستعمر على غرار باقي الفرق الرياضية بمختلف أرجاء البلاد، من طرف عبد اللطيف المسفيوي، الذي كان أول من تولى رئاسة الفريق. وقد تمكن الفريق الملالي من الفوز ببطولة المغرب في موسم 1973- 1974 تحت قيادة المدرب المقتدر المرحوم عبد القادر الخميري وتوج بطلا للقسم الثاني أربع مرات وبلغ ثلاث مرات المربع الذهبي في مسابقة كأس العرش سنوات 1965 و1971 و1995. كما شارك عام 1974 في كأس محمد الخامس حيث واجه في نصف النهاية فريق بينارول مونتفيديو من الأوروغواي، ولعب نهاية كأس المغرب العربي للأندية البطلة.