لم أحظ لحد الآن بقراءة كتاب «الملك المستحوذ» الذي أنجزه الصحافي المخضرم إريك لوران والصحفية كاثرين غراسييه مؤلفة كتاب «حاكمة قرطاج» ولكني تمكنت من قراءة ما تبرعت يومية البايس الإسبانية بنشره من ملخص لهذا الكتاب وهذا ما كان سببا في منع دخول ذلك العدد إلى السوق المغربية. وحينما أقول إني اطلعت على ملخص من الكتاب فإن ذلك يعني بالضرورة أن ما سأقوله في هذا الصدد مرتبط بما تمكنت من الاطلاع عليه. إن الكتاب على ما يبدو يفتقد إلى أبسط الشروط العلمية في التناول والتحليل، كتاب يعتمد على ما نشر في كثير من وسائل الإعلام بما فيها المغربية، ويستند الى ما نشرته مجلة (فوريس) التي رتبت ثروات ملوك ورؤساء الدول، وأيضا يعتمد على مؤشرات ومعايير التنمية التي نشرتها المنظمات الدولية والإقليمية المختصة والمرتبطة مثلا بمعدلات الفقر والنمو والدخل الفردي وغير ذلك، ويعود إلى ما تضمنته مشاريع قوانين المالية فيما يخص الميزانيات السنوية للقصور الملكية، وهي معلومات متاحة ومتوفرة وسبق لصحف ومجلات مغربية أن نشرتها ووزعت بحرية في المغرب. عدا ذلك فإن ملخص الكتاب افتقد إلى أية معلومات جديدة، وحفل بأحكام القيمة الرديئة التي تؤكد أن الكتاب الذي تحاول بعض الجهات أن تفتعل في شأنه أزمة لا يستحق كثير اهتمام.. وثمة معطى أساسي يساعد لا محالة على فهم الخلفيات الحقيقية لهذا المؤلف، ذلك أن أحد مؤلفي الكتاب ليس إلا الصحافي المخضرم إريك لوران، وحينما نعود شيئا ما إلى الوراء نستحضر أن هذا الشخص كان من الصحفيين المقربين من وزير الداخلية الشهير إدريس البصري رحمه الله الذي قدمه إلى جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني، وهو الذي حاور المغفور له الحسن الثاني في كتاب «ذاكرة ملك» الشهير، ولم يكن خافيا أن الصحفيين الذين كانوا يتمتعون ويحظون بعلاقة خاصة بإدريس البصري وكانوا يتملقون للمغفور له الحسن الثاني لكي يحظوا بالعطايا والهدايا، وبما أن الأمر لم يعد الآن كما كان عليه في السابق فإن إريك لوران استفاق ضميره فجأة. أليس حريا بهذا الصحفي أن يكشف لنا في مؤلف جديد عما استفاد منه من نعيم مع صديقه الكبير إدريس البصري. «الله ينعل لما يحشم»