استعدادات مكثفة لتنظيم موسم طانطان في نسخته الثامنة من 21 إلى 26 مارس المقبل تحت شعار” الموروث الثقافي اللا مادي من تحصين المكتسبات إلى استشراف آفاق المستقبل.” وتجدر الإشارة إلى أن موسم طانطان تم تصنيفه من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم الثقافية (اليونسكو) ضمن التراث الشفهي اللا المادي للإنسانية سنة 2005. ومن المنتظر أن يتم بساحة السلم والتسامح نصب أكثر من 400 خيمة تشارك بها مجموع القبائل الصحراوية، إضافة إلى مجموعة من الخيام الموضوعاتية تجسد مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي وعاداته وتقاليده، وخيام مخصصة للألعاب الشعبية وصناعة الخشب والفضة والنحاس والجلد والتعليم التقليدي والتحكيم العرفي والتطبيب الشعبي والماء والترحال. وسيشارك في هذه التظاهرة مجموعة من الفرق الفلكلورية وكالعادة سينظم سباق للإبل وعروض للفروسية وسباق على الطريق، وموازاة مع ذلك ستنظم أمسيات ومسابقات شعرية ومحاضرات وندوات في مجالات مختلفة بالاظافة إلى سهرات فنية يومية بساحات المدينة ينشطها مجموع من الفرق الموسيقية الوطنية والمحلية. والعادة كذلك ستخصص جوائز تهم أحسن قطيع للإبل وأحسن فرق الخيالة والمعارض والأوائل في مسابقة الهجن والشعراء وغير ذلك كما سينظم كرنفال استعراضي بشارع الحسن الثاني . نتمنى أن يشكل مهرجان طانطان في نسخته الثامنة فرصة لإبراز المؤهلات الكثيرة التي يتوفر عليها الإقليم، وخاصة في مجال الصناعة البحرية كون الإقليم يتوفر على احد أهم الموانئ في هذا المجال والذي يشكل الدعامة الاساسية للاقتصاد بالمنطقة، وكذلك مجال السياحة، علما أن الإقليم يتوفر على مؤهلات سياحية مهمة تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية والشواطئ الجميلة منها شاطئ ألوطية ومصبي واد درعة وواد الشبيكة الذي بدأت الأشغال فيه لانجاز أحد اكبر المنتجعات السياحية بالمغرب من طرف شركة الشبيكة للتنمية التابعة لأراسكوم، مما يستوجب كذلك إبراز المواقع السياحية الداخلية التي تزخر بها المنطقة، وذلك عبر تنظيم زيارات ميدانية لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة الوطنية والدولية التي تواكب تغطية موسم طانطان .وأهم هذه المواقع والخلوة بواد بالمغار وواد بعلكة والواد الواعر وواد الجريفة وقبر العملاق بمقبرة الرحال والنقوش الصخرية وكذا واحة وين بمدكور بجماعة تلمزون التي تعتبر من أشهر الواحات بالمنطقة. هذه المؤهلات يمكنها أن توفر منتوجات سياحية جديدة كالصيد والقنص ورحلات على ظهور الجمال والجولات بالدراجة النارية والسيارات دات الدفع الرباعي. ومن أجل للوصول لهذه الغايات يجب على المسئولين على تنظيم موسم طانطان أن لا يكتفوا كالعدة باستقبال الوفود بالمطار ونقلهم للاستمتاع بعشاء فاخر والمبيت تحت الخيام بمنتجع واد الشبيكة وبغذاء في نفس المستوى في اليوم الموالي تحت الخيمة الرسمية وحفل شاي بمصب واد درعة وزيارة ساحة التسامح التي تضم الاحتفالات بموسم طانطان وبعد ذلك يتم نقلهم إلى المطار لمغادر الإقليم. بل على الجميع سلطات ورؤساء الجماعات الحضرية والقروية والمنتخبون والمجتمع المدني استغلال فرصة تواجد هذه المجموعة الهائلة من رجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والفنانين والوجهاء الذين يتم دعوتهم من مختلف أنحاء المعمور يجب فتح نقاشات وعقد لقاءات جماعية وفردية مع هؤلاء من اجل إبراز جميع المؤهلات التي يزخر بها الإقليم لأنه لا محالة ستعطي أكلها كما هو الشأن بالنسبة للمشروع السياحي بواد الشبيكة، وبالتالي يمكن تنزيل شعار هذه السنة « الموروث الثقافي اللا مادي من المكتسبات إلى استشراف آفاق المستقبل.