لن يكون مقبولا أن تمر كارثة انسحاب الفريق الوطني لكرة القدم من فعاليات الكأس الافريقية بكل هذه البساطة، مدرب يصر على مواصلة المسار مع النخبة الوطنية، وجامعة بقيت في حالة ذهول، ورأي عام يحترق من تأثير المذلة. أعتقد شخصيا، وكثير من المغاربة يقاسمونني هذا الاعتقاد، أن جميع الوسائل والإمكانيات تم توفيرها، مدرب وطني براتب شهري خيالي جدا جدا فرض على الجامعة التستر على قيمته الحقيقية خوفا من قوة الصدمة على المغاربة، تداريب مغلقة، وأموال جرت في ثنايا الإستعدادات، وكان بالإمكان القبول بكل هذا التبذير لو كانت النتائج في مستوى ما يسخر من إمكانيات، لكن أن نشد حقائبنا في الدور الأول، فهذا ما لا يمكن أن ينجح أي كان في جعله يمر بألف سلام. غيريتس وضعنا في وضع لا نحسد عليه، وذرة من الكرامة والشعور بالمسؤولية كان يفرض عليه أن يسهل علينا الأمر، لكن الراتب المغري والتفكير الانتهازي دفعاه إلى أن يلقي الكرة في ملعب الجامعة التي اعتدنا أن توقع العقود دون التفكير في مثل هذه اللحظات، والشعب المغربي يشعر بمرارة شديدة من جراء الإقصاء الجد مبكر، ولا أدري ما الذي يجب فعله، المهم لابد من فعل أمر ما لإعادة الاعتبار لملايين المغاربة الذين أهانهم منتخبهم الوطني.