حين حل المدرب الفرنسي بيير لوشانتر بفاس قبيل انطلاقة الموسم الرياضي الحالي، قال رئيس المغرب الفاسي إن النادي وقع صفقة العمر، استقبل بيير استقبال الشخصيات الكبرى ونظمت له جولة في مرافق الملعب الكبير وبالمعالم التاريخية لفاس، لكن حبل الود بين الرجل والمسؤولين سرعان ما تلاشى بعد سلسلة من النتائج الباهتة، في هذا البوح يتحدث لوشانتر عن المعاناة التي يعيشها، عن رفضه الاستسلام لمشيئة المسيرين، عن الغيوم الملبدة التي تجثم على سماء المغرب الفاسي وعن نواياه المستقبلية في ظل أوضاع يطبعها التوتر. حاوره- حسن البصري - منعكم الجمهور صباح اليوم من إجراء حصة تدريبية أي تفسير لهذا الطارئ؟ < هذا ليس طارئا فقد اعتدنا على ذلك حيث قام بعض المشجعين بمنع الفريق من خوض حصة تدريبية بملعب الحسن الثاني، حصل هذا قبل مباراتنا أمام الوداد البيضاوي ولم يتوقف حيث عاد التوتر من جديد للحصص التدريبية واليوم منعنا من امتطاء الحافلة التي كانت تقلنا للملعب من أجل استكمال البرنامج التدريبي، لقد نادى الغاضبون بضرورة وقف النزيف وطالبوا بالحضور الفوري لأعضاء المكتب المسير للفريق من أجل مساءلتهم عن الوضعية الراهنة للنادي، لقد كان الجمهور الفاسي واعيا بمسؤولياته خاصة وأنه لايملك أي عداء ضد اللاعبين أو المؤطرين. - رغم هذه الأجواء المتوترة تصر على البقاء في منصبك متحديا كل الزوابع؟ < أنا لن أقدم هدية للمكتب المسير للفريق، لأنني أعرف كل مايحاك ضدي، هناك محاولات عديدة لدفعي دفعا نحو الاستسلام وكتابة الاستقالة الفورية لكنني لن أفعل لأنني مدرب محترف ويربطني تعاقد قانوني مع المغرب الفاسي. - ماذا يحاك ضدك؟ < لقد حاول المكتب المسير للفريق بكل الوسائل رفع مؤشر قلقي، مثلا لم أتوصل براتبي الشهري عن شهر دجنير ونحن في أواخر شهر يناير، نفس الشيء ينطبق على اللاعبين الذين يشكون لي أوضاعهم والوعود التي قدمت لهم قبل التوقيع دون أن تجد طريقها نحو التنفيذ، أما وسائل العمل فحدث ولا حرج حيث أن احتياجاتنا من آليات الاشتغال لم يتم توفيرها بالرغم من الطلبات التي نوجهها للمسؤولين، لقد قيل لي بأن المركب الكبير سيكون رهن إشارة المغرب الفاسي لكننا محرومون من التدريب على أرضيته ونكتفي بحصة واحدة في الملعب الملحق بل ونتقاسم الملعب أحيانا مع الوداد الفاسي المنتمي للقسم الثاني هواة، على المسؤولين أن يتحركوا من أجل إنقاذ الفريق وإعادة الهدوء للاعبين بتوفير أجواء التداريب أولا. - هل العائق الوحيد هو الشرط الجزائي في العقد الذي يربطك بالمكتب المسير للمغرب الفاسي والذي يفرض على كل طرف تسديد مبلغ 100 ألف أورو إذا انتابته رغبة الفراق؟ < إنني أتشبت ببنود العقد وإلا لماذا وقعناه أصلا، إنني مدرب محترف ارتبطت بالعديد من الأندية العالمية ولم أصادف مشكلا كهذا إطلاقا، إن المكتب المسير للمغرب الفاسي يريدني أن أسلم له مفاتيح الفريق وأعلن استقالتي تحت الضغط وهذا لن يحصل. - حتى ولو استمر التوتر في الملعب؟ < نحن في دولة سلم وأمان والمغاربة يحسنون وفادة الضيوف ولأنني واحد من الرعايا الفرنسيين في المغرب فإنني شرحت الوضعية الراهنة بأدق تفاصيلها للمسؤولين بالقنصلية الفرنسية بفاس، وأنا هنا من أجل تدريب فريق لكرة القدم، والعقد بيني وبين المسؤولين عن النادي. - قلت إن القنصلية على علم بالنزاع لكن هل راسلت الفيفا في هذا الشأن؟ < بالطبع لايمكن إغفال الاتحاد الدولي لكرة القدم، لقد كتبت رسالة شرحت فيها كل تفاصيل الخلاف مع المكتب المسير للمغرب الفاسي، منذ أن التحقت بالفريق ضمنتها كل الصعوبات التي واجهتها خلال تواجدي في فاس، مع نسخة من العقد المبرم بيني وبين الرئيس وأنا أنتظر رد االفيفا. - هل تعلم أن المسؤولين بصدد التفاوض مع مدرب آخر لتعويضك؟ < سمعت بهذا ومن هذا المنبر أقول للمسيرين عليكم أن تعجلوا بالتعاقد مع مدرب آخر أما لوشانتر فلا زال مدربا للمغرب الفاسي إلا أن يتم الفراق وفق الشروط القانونية المحددة في العقد. - أين يكمن المشكل في المغرب الفاسي؟ < المشكل في غياب الوضوح في التعامل وغياب الاحترافية، لو قارنت بين الوعود التي قدمت لي وظروف الاشتغال لأصبت بالذهول، إنني الآن أسدد العديد من الفواتير المتعلقة بالشقة بالرغم من تعهد المسيرين بأدائها، بل إن الفريق يعيش نزاعا تاريخيا بين الفاسيين المقيمين في الدارالبيضاء وقاطني فاس. - هل للتحكيم يد في المشكل؟ < بالتأكيد خاصة في مباراتينا أمام الجيش الملكي بالرباط والوداد البيضاوي بفاس حيث حرمنا من ضربة جزاء واضحة ينتابني أحيانا شعور بوجود متآمرين على هذا الفريق العريق. - لماذا رحل مساعدك إيكو إلى فرنسا قبيل مباراة الفريق ضد الوداد؟ < لأن الوعود التي قدمت له لم تتحقق فقرر الرحيل، الاحترافية تفرض على المسير التعامل بلغة واقعية بدل بناء أحلام من رمال. - تحمل إذن ذكريات غير طيبة على المغرب؟ لا ليس إلى هذا الحد لأنني أكن تقديرا خاصا للمغاربة وللكرة المغربية لكن ذكرياتي مع مسؤولي المغرب الفاسي ستظل جرحا غائرا في ذاكرتي.