حسن البصري فوجئ بيير لوشانتر مدرب المغرب الفاسي وهو يتوقف بسيارته أمام ملعب الحسن الثاني بفاس قبيل الحصة التدريبية صباح يوم الأربعاء الماضي، بمجموعة من محبي الفريق الفاسي في حالة غضب وهي تلقي اللوم على المدرب وتعتبره المسؤول الأول على سوء النتائج التي حققها الفريق في الشوط الأول من الدوري المغربي، وقال المدرب الفرنسي بيير لوشانتر في تصريح ل«المساء» إنه قوبل بكلام يحمل نبرات الغضب من طرف بعض أنصار الفريق حين كان يستعد للنزول من سيارته، حيث طلب منه محبون في حالة هيجان مغادرة الفريق عاجلا، وأضاف المدرب بأنه استجاب لمطلب الغاضبين وعاد أدراجه ليتصل على الفور بالمصالح الديبلوماسية لبلده. وعاد المدرب إلى الملعب بعد ساعة مرفوقا بممثل عن القنصلية الفرنسية بفاس والذي أنجز تقريرا في الموضوع أحيل على السفارة، كما أنجز قسم الاستعلامات العامة تقريرا حول الواقعة بعد الاستماع للمدرب، وأبرز لوشانتر بأنه قضى ستة أشهر في المغرب وأنه ظل ينعم بالأمن والأمان قبل أن يحصل هذا الهجوم، وأضاف بأنه يجهل ما إذا كان الأمر تلقائيا أو منظما. وباستثناءعبد الواحد المراكشي لم يتواجد أي مسؤول من المكتب المسير في عين المكان، مما رفع درجة الغضب وحول الحصة التدريبية إلى فضاء صاخب اختلط فيه العنف بالدموع، وبعد تهدئة الوضع تقرر أن يقوم المعد البدني إيكو رفقة الكتامي بالإشراف على الحصة التدريبية في انتظار التوصل إلى حل، بينما يرى المدرب بيير لوشانتر بأنه سيواصل عمله رفقة المغرب الفاسي تنفيذا لبنود العقد وقال إنه سينسى هذا الحدث ليفكر في المباراة القوية التي ستجمع فريقه بالوداد البيضاوي. ويعتبر الشرط الجزائي عائقا يؤرق مضاجع مسؤولي المغرب الفاسي كلما فكروا في إقالة المدرب الفرنسي، سيما وأن العقد يفرض على المكتب المسير تسديد مبلغ 100 ألف أورو للوشانتر قبل الإقدام على طلاق من جانب واحد، بينما يلزم العقد المدرب بأداء نفس المبلغ إذا فكر في الاستقالة. وأمام تشبت المدرب بمنصبه الذي يدر عليه شهريا مبلغا لايقل عن 140 ألف درهم فضلا عن امتيازات أخرى، فإن البحث عن صيغة للفراق التوافقي هي الحل خاصة أمام فورة الغضب التي تنتاب الجماهير والتي تعتبر ورقة ضغط على المدرب لقبول الجلوس على طاولة التوافق. وقال أحد أعضاء المكتب المسير للمغرب الفاسي إن نية المسؤولين قبل التعاقد مع المدرب لوشانتر هو جلب مدرب كبير له العديد من الألقاب واعتبر الارتباط به سابقة وأضاف بأن أشد المتشائمين لم يكن يظن بأن النتائج لن تسعفه بالنظر إلى سمعته وتاريخه، وقال مصدر من المكتب المسير للفريق الفاسي إنه لايستبعد أن يكون قبول لوشانتر التعاقد مع «الماص» وراءه نية الانضمام للمنتخب الوطني الذي كان بدون مدرب في تلك الفترة، وأضاف بأن أندية مغربية كالوداد لازالت تتعقب خطواته. ولوحظ في الآونة الأخيرة نوع من شد الحبل بين المدرب والمكتب المسير، واعتبر مسؤولو المغرب الفاسي غياب لوشانتر عن الحصة التدريبية ليوم الثلاثاء فعلا استفزازيا، بينما أكد المدرب بأنه فضل منح لاعبيه فترة راحة قبل الاستعداد الجاد لمباراة الوداد تفاديا للإرهاق. وكانت بداية فريق المغرب الفاسي في بطولة هذا الموسم جيدة، إذ نجح في الدورات الأولى من البطولة في احتلال صدارة الترتيب، قبل أن تتراجع نتائج الفريق في الدورات الموالية، وبعد أن كان يسعى للتنافس على مقدمة الترتيب أصبح ضمن دائرة الفرق المهددة بالنزول.