دشن فريق المغرب الفاسي موسمه الكروي على إيقاع الخلافات الداخلية التي تهدد استقراره وتعصف بمستقبله في البطولة، خاصة أن كل مكوناته تراهن على لعب الأدوار الطلائعية وتطليق صفة منشط الدوري الوطني. ومن تداعيات هذا الخلاف، صراعات جانبية بين مكونات الفريق ظهرت بشكل جلي في مدينة العيون خلال الدورة الأولى من الدوري الوطني، بعد أن شب نزاع في مطار المسيرة بين طبيب الفريق الدكتور حميد فضول والمعد البدني عادل العلوي، نجل المدرب السابق لسطاد الرباطي والمنتخب النسوي عادل السليماني، حيث تطورت الملاسنات بين الطرفين إلى حد تبادل اللكمات، الشيء الذي عجل بعقد جلسة تأديبية انتهت بإصدار قرار يقضي بتوقيف الطبيب والمهيء البدني. لكن التوقيف لم ينه الأزمة بقدر ما زاد من حدتها، لاسيما وأن المدرب امحمد فاخر قد سعى جاهدا إلى إنهاء القرار التأديبي الصادر في حق العلوي، بل واقترح على أعضاء المكتب المسير تعويض العقوبة الزمنية بغرامة مالية في حدود عشرة آلاف درهم، وهو المقترح الذي رفضه المكتب المسير للفريق. وعلى الرغم من انتهاء الخلاف القائم بين المدرب الوطني امحمد فاخر والمكتب المسير للمغرب الفاسي بمصالحة، واستئناف العمل تحضيرا للمباراة القادمة أمام الجمعية السلاوية، فإن غيمة الغضب عادت من جديد لتجثم على الفريق، حيث كانت احتجاجات مجموعة من مناصري الماص في الحصة التدريبية ما قبل الأخيرة، كافية لفاخر من أجل مراجعة قرار العودة إلى تدريب النادي، حيث غادر مقر إقامته عائدا إلى الدارالبيضاء، في سيناريو شبيه بما حصل في العام الماضي مع المدرب الفرنسي بيير لوشانتر الذي أرغم مكرها على مغادرة المغرب الفاسي عائدا إلى بلاده بعد أن تعرض لوابل من الحجارة في آخر حصة تدريبية له مع الفريق. وقال عضو بالمكتب المسير للفريق، إن الفريق هو الخاسر الأكبر في هذه الحروب الصغيرة، وأضاف أن قرار التوقيف ناتج عن سوء تصرف أضر بصورة النادي، مبرزا في نفس الوقت أن النزاع في بداية الدوري أفضل من تنامي الخلافات في منتصف الطريق. ونفى والد المعد البدني أن يكون عادل قد أساء التصرف مع الطبيب، وأنه ظل يمنعه من التدخل في اختصاصاته، وأبرزت أن فاخر ظل مخاطبه الوحيد، «لقد كان ابني ضحية مؤامرة محبوكة من طرف بعض الأشخاص الذين استغلوا قلة تجربته وأسقطوه في فخ نزاع غير مجد». فبعد أن أغلق المدرب امحمد فاخر هاتفه المحمول في وجه مخاطبيه وفضل عدم الرد على مكالمات رئيس المغرب الفاسي، قرر المكتب المسير للماص صرف النظر عن الإطار الوطني فاخر، والبحث عن مدرب بديل، وقال عضو بالمكتب المسير للفريق إنه قد تقرر طي صفحة امحمد إلى غير رجعة، ودعا هذا الأخير إلى مراجعة تصرفاته مع أهل فاس، «لقد وفر له الرئيس كل الإمكانيات التي يحلم بها مدرب في الدوري المغربي، راتب يفوق 10 ملايين ومنحة مضاعفة ومنحة توقيع وسيارة جديدة بعد أن رفض استخدام سيارة لوكان في ملكية النادي وشقة يؤدي المكتب إيجارها بمبلغ شهري قدره 10 آلاف درهم، وتعبئة محددة لهاتفه النقال في حدود 5 آلاف درهم شهريا و4 آلاف درهم للوقود». وأضاف المسؤول الفاسي أن فاخر مطالب أولا بفتح هاتفه النقال المغلق، وبالرد على استفسارات الأعضاء وإرجاع شيك بقيمة 400 ألف درهم.