تطايرت بعض الشظايا من المسار المخيب للآمال لمنتخبنا الكروي في منافسات إقصائيات كأس العالم وكأس افريقيا، طبعا، يقبل المغاربة أن ينهزم منتخبهم الوطني مرة وثانية وثالثة إذا كانت شروط الهزيمة مقنعة، ولكن من حقهم أن ينتابهم قلق شديد من الأجواء العامة التي واكبت هذه الانتكاسة الكبيرة. فلقد طلع علينا مسؤول عن المنتخب بتصريح قال فيه إن الطاقم التقني جاء ليدبر الأزمة، وفي مثل هذا الكلام غير المسؤول كثير من الملابسات التي تولد أسئلة مشروعة لدى الرأي العام. فالظروف الصعبة التي تمر بها الكرة الوطنية كانت شديدة الدقة والصعوبة، ولم يكن مقبولا أن يتحمل طاقم ما مسؤولية حاسمة في مثل هذه الظروف ويتلقى تعويضات محترمة على المهام التي سيتحملها ليؤكد في الأخير أن هذا الطاقم جاء لتدبير الأزمة، وبالنظر إلى النتائج السلبية المحصلة فإن ذلك يعني أن الطاقم جاء ليسد الفراغ فقط إلى أن تمر العاصفة. إن هذا يعني أن مسؤولي الجامعة الجدد تعمدوا الاكتفاء في المرحلة الحالية بمهمة تدبير الأزمة التي لم تكن تقتضي تحملهم المسؤولية أصلا، فملء الفراغ مهمة بسيطة بل حتى ساذجة يمكن لأي شخص أن يؤديها، لأن وظيفته ودوره سيقتصران على ضمان المشاركة وتنشيط المنافسات، وليحصل بعد ذلك مايحصل مادام لن يتحمل أية مسؤولية. إن واجب احترام المغاربة، وتقدير نضجهم والاحتراس من مس شعورهم الوطني وكرامتهم، كل هذا لايستحمل هذا الكلام الجارح جدا. ثم إننا لانقبل أبدا أن يكون تحمل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة تم تحت هاجس الالتفاف على الوقائع السائدة والواقع المرير المعيش وتعمد إطلاق العنان للأزمة ليتقدم المسؤول بعد ذلك بصورة البطل الذي يجب أن نترك له الوقت الكافي للانتقال من مهمة تدبير الأزمة إلى مرحلة البحث عن حلول لهذه الأزمة، بعدما يقتنع المغاربة بجدية الأزمة عبر الحصيلة السلبية جدا التي وصلت حد الانتكاسة، وفي إطار هذا التحليل فإن الفريق المسؤول على الجامعة سيكسب لنفسه شرعية الاستمرار في تحمل المسؤولية. إن المهمة الحقيقية للفريق الجديد المكلف بتسيير شؤون الجامعة كانت تحتم عليه أن يتحول إلى كومندو حقيقي لإخراج الوضع من إطار الأزمة لتحقيق أهداف تبرر تحمله للمسؤولية وتفسر كل الضجة التي رافقت وصوله إلى دفة المسؤولية، ولم يكن يقبل المغاربة بشغف أقل من ضمان المشاركة في نهائيات كأس افريقيا، وكانت المسؤولية تحتم عليه السير بسرعة ثانية موازية تبحث في سبل إيجاد حلول حقيقية جذرية للأزمة السائدة والتصدي للأسباب التي مكنتها من أن تكون سائدة، وإلا ما كانت هناك أصلا ضرورة لتغيير المسؤولين الجامعيين، وما كانت هناك ضرورة أيضا لفسخ العقد مع المدرب الفرنسي السابق مع ما كلف ذلك خزينة الدولة من تكاليف باهظة بل كان الأجدر ضمان مواصلة تدبير الأزمة بنفس الوجوه إلى أن تصل إلى نهاية المطاف المذل الذي وصلنا إليه. لكل هذه الاعتبارات فإن القول الآن وبعد حصول الانتكاسة بأنهم جاؤوا لتدبير الأزمة لا أقل ولا أكثر، يعني انعدام حقيقي لتقدير حجم المسؤولية التي كانت ملقاة على العاتق. وفي هذا الأمر كثير من الإساءة لاحترام شعور المغاربة.