يبدو أن المد الشيعي بإسبانيا انتقل من غطاء العمل الجمعوي إلى واجهة الإعلام والاتصال، حيث أطلقت السلطات الإيرانية يوم الأربعاء 21 دجنبر الجاري مشروعا إعلاميا ضخما تم التحضير له في تكتم كبير، حمل اسم قناة «إسبان تيفي» HispanTV وهي فضائية ناطقة باللغة الإسبانية تبث عبر القمر الصناعي «هيسباسات» إلى كل من مسلمي إسبانيا وأميركا اللاتينية. وتهدف - حسب أصحاب المشروع- إلى التعريف بالثقافة الإيرانية والتقريب بين شعوب الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، لكنها في الحقيقة تعكس التسابق المحموم بين إيران والمملكة العربية السعودية ل»فتح» العالم الإيبيرو-أمريكي الذي يعد من المناطق الخصبة لنشر الإسلام. وعلمنا من مصادر إعلامية إسبانية أن القطب الإعلامي العمومي الإيراني بصدد فتح مكاتب لعدد من القنوات التلفزيونية الإيرانية في إسبانيا حيث يقطن مليون ونصف المليون مسلم، غالبيتهم من المهاجرين المغاربة، بهدف نشر التشيع في أوساط الجالية المسلمة._وبينما نجحت إيران في إطلاق هذا المشروع الإعلامي الضخم، فشلت المملكة العربية السعودية من خلال الداعية السعودي عبد الله الفوزان في إطلاق قناة «قرطبة» الفضائية الإسلامية الناطقة باللغة الإسبانية . وخلافا للتصور السعودي الذي يسعى إلى جعل قناة «قرطبة» فضائية إسلامية محضة ، مما جعل الإعلام الإسباني يهاجمها ويتهمها بمحاولة نشر التطرف الديني، لجأت إيران إلى خلق قناة ترفيهية وثقافية وإخبارية، لنشر التشيع بطريقة سلسة ودونما استعداء للرأي العام الإسباني أو الأمريكي اللاتيني.