من المقرر أن تنطلق، في مدينة مالغا الإسبانية (إقليم الأندلس)، في 11 غشت المقبل، "قناة قرطبة"الصحافي والكاتب المغربي باللغة الإسبانية سعيد جديدي وهي قناة تلفزيونية جديدة ناطقة باللغة الإسبانية، بتمويل من رجل الأعمال السعودي، عبد العزيز بن فوزان آل فوزان، هدفها تصحيح الصورة الخاطئة حول الإسلام والمسلمين، التي أصبحت تشكل "واقعا" بالنسبة إلى العديد من الإسبان. ويقول الصحافي والكاتب المغربي باللغة الإسبانية، سعيد جديدي ، الذي سيشغل منصب مدير القناة، إن هذا المشروع "يمكن أن يكون أفضل وسيلة لمكافحة الصورة السلبية، التي أصبحت شائعة، في السنوات الأخيرة، عن الجالية المسلمة المقيمة في إسبانيا". وأضاف مدير "قناة قرطبة" أن هذه الوسيلة الإعلامية السمعية البصرية ستشكل وسيلة تحاور لإعطاء الصورة الحقيقة للإسلام، وبأنه "دين تسامح"، موضحا، في تصريحات للصحافة الإسبانية، أن ما يناهز 85 في المائة من الأشخاص، الذين ماتوا في ما يسمى "الحرب ضد الإرهاب" أبرياء، لذا وجب دعم المبادرات الداعية إلى الحوار والتسامح بين الأديان. وفي هذا السياق، ستسعى القناة التلفزيونية الجديدة إلى "تصحيح" النظرة، التي جرى نشرها بين الإسبان غير المسلمين، بعد أحداث 11 مارس الدموية، إذ أنه منذ ذلك التاريخ، وضع الإسلام والمسلمين في قفص الاتهام. ووفقا لجديدي، ينبغي أن يفهم اختيار إقليم الأندلس مقرا للقناة الجديدة كتكريم لهذا الإقليم، الذي يراهن المسؤولون في "قناة قرطبة" عليه لضمان نجاح المشروع، بالنظر إلى الارتفاع المتزايد لعدد الجالية المسلمة فيه، التي تتكلم اللغة الإسبانية. ويراهن المسؤولون في "قناة قرطبة" أيضا على العنصر النسوي لنجاح مشروعهم، إذ أن إشراك المرأة سيمكن من إبراز "قيم الديمقراطية والمساواة"، التي تدعو إليها القناة. وفي هذا الاتجاه يوضح سعيد جديدي أن "المرأة كسبت العديد من حقوقها، وظهورها في وسائل الإعلام أصبح أمرا ضروريا، لذا لا يمكن إبعادها عن المشروع". ويمكن مشاهدة "قناة قرطبة" في القارة الأميركية وشمال إفريقيا، وجنوب أوروبا، حيث يعيش أزيد من 38 مسلما، وستستهدف برامجها أشخاصا من مختلف الديانات. ويعتبر سعيد جديدي من أبرز الأطر الإعلامية، التي أسست لنشرة الأخبار باللغة الإسبانية في القناة الأولى، كما كان وراء انطلاق جريدة "مارويكوس"، وجريدة "لامانيانا"، التي استمرت بين 1990 و2006، بالإضافة إلى عمله مراسلا من الرباط لجرائد إسبانية ولقناة تلفزيونية مكسيكية.