ارتأى الكاتب والصحافي المغربي باللغة الإسبانية، سعيد جديدي، أن يقدم روايته الجديدة "11 مارس مدريد 1425" للقارئ، في شهر مارس الجاري، تزامنا مع الذكرى السادسة للأحداث الإرهابية، التي شهدتها العاصمة الإسبانية مدريد.وتشكل "11 مارس مدريد 1425"، التي ستصدر عن ثلاث دور للنشر في كل من المغرب، وإسبانيا، والمكسيك، خامس إصدار لسعيد جديدي، لذا يلاحظ القارئ أن الكاتب أضاف لرصيده الأدبي، نضجا أكثر وجدية بحث أعمق. وتتضمن الرواية روبروطاجات تنطلق من حي جامع المزواق بتطوان، مسقط رأس الكاتب، لتصل إلى العاصمة الإسبانية مدريد، حيث تمر بمجموعة من المناطق، التي كان يقطنها المغاربة المتهمون في هذه الأحداث، لتصل إلى محطة القطارات "أطوتشا"، مسرح تفجيرات 11 مارس 2004. ولا يكتفي سعيد جديدي بسرد الأحداث، بل يحاول القيام بتحليل لما وقع، مع متابعة لتطورات الوضع في إسبانيا عقب التفجيرات، وفي الوقت نفسه يحاول تغيير الصورة القاتمة التي نسجت في المخيلة الاجتماعية الإسبانية عن المغربي المسلم. ويستند الكاتب على شهادات وآراء بعض الفقهاء، وأقارب المتهمين، تؤكد جميعها أن منفذي هذه التفجيرات لم تكن لهم علاقة لا بالإسلام ولا بالمسلمين. وتعتبر الرواية بأشخاصها، وتواريخها، بالإضافة إلى الأحداث، نافذة صرخ من خلالها الكاتب وبأعلى صوت قائلا لا للإرهاب... لا لجميع أنواع الإرهاب. وينتظر جديدي من روايته الجديدة أن تكون صوت الأغلبية الساحقة للجالية المسلمة المقيمة في إسبانيا، خاصة، وفي بلاد الغرب عامة، لتأكيد احترامها لقوانين اللعبة السياسية للبلد المضيف. ويقول سعيد جديدي إن رواية "11 مارس مدريد 1425" تقدم رؤية عربية إسلامية حول الأحداث الإرهابية، التي شهدتها العاصمة الإسبانية مدريد سنة 2004، التي وجهت فيها أصابع الاتهام لمواطنين من أصول عربية، خاصة المغاربة. "11 مارس مدريد 1425" عمل أدبي مغربي باللغة الإسبانية جدير بالقراءة، ويروي وقائع أحداث أليمة عاشتها مدريد بتأريخ هجري إسلامي، وفي قالب أدبي جميل يستحق المتابعة، ويرسم صورة ورؤية جديدة للأحداث تضع فاصلا بين الإسلام باعتباره دين التسامح والاعتدال والحوار والإرهاب باعتباره لغة المتعصبين الرافضين للحضارة. وينتظر الكاتب من روايته الجديدة أن تكون لحظة للقراءة تميل إلى إخراج الإسلام والمسلمين من قفص الاتهام، الذي أدخلوا فيه ظلما منذ ذلك الخميس الأسود (11 مارس 2004). ويعتبر سعيد جديدي من أبرز الأطر الإعلامية، التي أسست لنشرة الأخبار باللغة الإسبانية في القناة الأولى، كما كان وراء انطلاق ملحق جريدة "لويبنيون" بالإسبانية "لوبينيون سيمانال"، وجريدة "مارويكوس"، وجريدة "لامانيانا"، التي استمرت بين 1990 و2006، بالإضافة إلى عمله مراسلا من الرباط لجرائد إسبانية وللقناة التلفزيونية المكسيكية "غالا فيزيون".