بدت الازمة السياسية التي تشهدها مصر منذ اكثر من اسبوع بلا مخرج الاحد عشية بدء اول انتخابات تشريعية منذ اسقاط نظام مبارك اذ أكد رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي ان الجيش لن يخضع للضغوط فيما احتشد المتظاهرون مجددا في التحرير للمطالبة بتسليم الحكم الى سلطة مدنية. وبينما اعلن المشير طنطاوي في تصريحات للصحافيين اصراره على رئاسة كمال الجنزوري "لحكومة انقاذ لفترة قصيرة" رغم رفض المتظاهرين القاطع له, اكد الاخوان المسلمون المرشحون للحصول على حصة الاسد في الانتخابات البرلمانية ان حكومة جديدة ينبغي ان تتشكل في كل الاحوال بعد تشكيل مجلس الشعب من قبل "الاغلبية البرلمانية". وقالت جماعة الاخوان كذلك انها تؤيد ان يكون النظام السياسي في مصر "برلمانيا" وهو ما قد يعصف بآمال لاعبين رئيسيين على الساحة السياسية وهم المرشحون للرئاسة وعلى رأسهم الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والقيادي السابق في الاخوان عبد المنعم ابو الفتوح. وطبقا للاعلان الدستوري الذي اصدره المجلس العسكري في نهاية اذار/مارس الماضي, سيقوم مجلس الشعب المنتخب باختيار لجنة من مئة عضو لوضع دستور جديد للبلاد ما يجعل الاغلبية البرلمانية كذلك تهيمن على عملية وضع الدستور. وحذر طنطاوي قبل اجتماع مع عدد من ممثلي القوى السياسية من ان الجيش "لن يسمح لاي فرد او جهة بالضغط عليه" واكد تمسكه بالجنزوري رئيسا للوزراء موضحا انه طلب من المرشحين المحتملين للرئاسة محمد البرادعي وعمرو موسى دعم الاخير. وقال طنطاوي في تصريحات للصحافيين ان "هناك تحديات كثيرة" تواجهنا و"لكننا سنتصدى لها ولن نسمح لاي فرد او جهة بالضغط على القوات المسلحة" في اشارة الى مطالب الحركات الشبابية بأن يسلم المجلس العسكري الحكم فورا الى سلطة مدنية. واكد طنطاوي ان مشاوراته السبت مع موسى والبرادعي تمت بناء على طلب منهما وتناولت "دعم حكومة" كمال الجنزوري, موضحا ان الاخير كلف "بتشكيل حكومة انقاذ لفترة بسيطة هدفها العبور من هذه المرحلة الخطيرة". وافاد المسؤولون الاعلاميون لحملة البرادعي وابو الفتوح ولمرشح اخر للرئاسة هو القيادي الناصري حمدين حمدين صباحي ان الثلاثة اعتذروا عن حضور الاجتماع مع طنطاوي اليوم. واكد محمود غزلان المتحدث باسم الاخوان المسلمين, اكثر القوى السياسية تنظيما في مصر, ان الاغلبية البرلمانية يجب ان تكلف بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات التشريعية وان الجماعة تؤيد اقامة نظام برلماني في مصر بدلا من النظام الرئاسي الذي كان قائما منذ عقود. وفي تصريحات لوكالة فرانس برس, قال غزلان "البرلمان القادم المفروض انه يمثل الشعب والمجلس العسكري يجب ان يوكل للحزب الذي حصل على اكبر نسبة من الاصوات تشكيل الحكومة المقبلة والا سيعطل البرلمان قرارات هذه الحكومة". وكان غزلان يرد على سؤال عن رأيه في التصريحات التي ادلى بها مساء الخميس عضو المجلس العسكري اللواء ممدوح شاهين لقناة تلفزيونية محلية وقال فيها ان البرلمان المقبل "لا يستطيع سحب الثقة" من الحكومة. وقال المتحدث باسم الجماعة التي رفضت المشاركة في تظاهرات التحرير "نريد سلطة مدنية منتخبة بدلا من السلطة العسكرية". وبدأ الاف المتظاهرين في التوافد على ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرة دعا اليها "ائتلاف شباب الثورة" واطلق عليها "مليونية الشرعية الثورية". وقالت سارة فارس وهي متظاهرة في التاسعة عشر من عمرها "كنت ضد محمد البرادعي ولكن عندما اعلن (مساء السبت) انه مستعد للتخلي عن الترشح للرئاسة من اجل رئاسة حكومة انقاذ اثبت انه ليس انانيا ورغم انه كبير في السن الا ان روحه شابة". وقال مصطفى وهو متظاهر اخر "الاخوان المسلمون لديهم اجندة سياسية لهذا يريدون اجراء الانتخابات في موعدها رغم ان دماء الشهداء لم تجف بعد في ميدان التحرير", مضيفا "انا شخصيا لن اذهب للادلاء بصوتي". ودعي قرابة 40 مليون ناخب من اصل 82 مليون مصري تقريبا للتوجه الى صناديق الاقتراع اعتبارا من الاثنين لانتخاب 498 نائبا في البرلمان بينما سيقوم طنطاوي بتعيين عشرة اعضاء اخرين. وستجري انتخابات مجلس الشعب على ثلاث مراحل لتنتهي في كانون الثاني/يناير المقبل. وعلى الصعيد الديبلوماسي, ناشد وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان مشاركة السلطات العسكرية المصرية الى نقل السلطة الى المدنيين. وكانت واشنطن دعت من جانبها الجمعة السلطات المصرية الى نقل الحكم الى حكومة مدنية في اسرع وقت ممكن.