الآلاف في ميدان التحرير في جمعة «الفرصة الأخيرة» والأزهر يؤيد مطالب المتظاهرين قال التلفزيون الرسمي المصري إن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي قرر تعيين رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري رئيسا للوزراء «ومنحه كافة الصلاحيات». وجاء قرار تعيين الجنزوري ليشكل تحديا لعشرات الآلاف من المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير الرافضين لاختيار الجنزوري والذين يهتفون في صوت واحد «الشعب يريد إسقاط المشير». وقالت وكالة إنباء الشرق الأوسط إن المشير طنطاوى «اصدر قرارا الجمعة بتعيين الدكتور كمال الجنزورى رئيسا للوزراء وتكليفه بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ومنحه كافة الصلاحيات التي تعاونه على أداء مهمته بكفاءة تامة». إلى ذلك، قال رئيس المكتب الفني لمشيخة الأزهر مندوب الإمام الأكبر الشيخ احمد الطيب في خطاب أمام المتظاهرين بعد صلاة الجمعة أن «الإمام الأكبر يشارككم موقفكم ويدعو لكم بالتوفيق». وهذه اول مرة منذ عقود يتبنى فيها إمام للازهر، الذي يتم تعيينه من قبل رئيس الجمهورية، موقفا معارضا للسلطة في البلاد. وبدوره، قال الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم الواقع في ميدان التحرير بوسط القاهرة حيث يحتشد آلاف المتظاهرين، في خطبة الجمعة ان «ممثلا للازهر موجود في الميدان يؤيد مطالبكم». وقالت وسائل الإعلام المصرية إن «الدكتور حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر نزل ميدان التحرير الجمعة ممثلا لشيخ الأزهر». وطالب مظهر شاهين خلال خطبة الجمعة وسط المتظاهرين في الميدان بتشكيل حكومة إنقاذ وطني «تنقل إليها كل صلاحيات رئيس الجمهورية» التي يتولاها المجلس العسكري في الوقت الراهن. ويعطي الدعم الصريح من قبل مشيخة الأزهر ثقلا معنويا هائلا لمطالب المتظاهرين خصوصا أن جماعة الإخوان المسلمين، اكبر الحركات الإسلامية في البلاد وأكثر القوى السياسية تنظيما، تقاطع هذه التظاهرات ولا تؤيدها. هذا ووصل المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بعد ظهر الجمعة إلى ميدان التحرير. وانضم البرادعي، المرشح المحتمل للرئاسة المصرية، إلى المتظاهرين الذي يطالبون المجلس العسكري بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية. واحتشد آلاف المصريين في ميدان التحرير منذ الصباح الباكر استعدادا لتظاهرة «مليونية» دعت إليها حركات شبابية وأحزاب سياسية لمطالبة المجلس العسكري بنقل الحكم إلى سلطة مدنية في ما أطلقوا عليه «جمعة الفرصة الأخيرة». وفي وقت سابق اليوم، طالب البيت الأبيض الجمعة المجلس العسكري بنقل السلطة إلى حكومة مدنية «بشكل عادل وشامل» على أن يجري ذلك «في أسرع وقت ممكن». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان أن «الأهم هو أننا نعتقد أن النقل الكامل للسلطة إلى حكومة مدنية يتعين أن يجري بشكل عادل وشامل يلبي التطلعات المشروعة للشعب المصري، في أسرع وقت ممكن». وكانت محطات تلفزيونية مصرية خاصة قالت مساء الخميس أن المجلس العسكري كلف رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري بتشكيل حكومة جديدة خلفا لوزارة عاصم شرف التي استقالت مطلع الأسبوع تحت ضغط الشارع. غير انه لم يصدر أي تأكيد رسمي لتعيين الجنزوري رئيسا للوزراء والذي قوبل بالرفض من قبل المتظاهرين في ميدان التحرير. هذا، وأطلقت أحزاب وجمعيات ومنظمات تراقب حقوق الإنسان على المظاهرات الحاشدة المزمعة «مليونية الفرصة الأخيرة» أو «حق الشهيد» في إشارة إلى إمكانية تصعيد الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة إذا لم يستجب لمطلبهم. وتوافد الآلاف على ميدان التحرير مساء أمس استعدادا للتظاهرة اليوم بمشاركة أكثر من أربعين من الائتلافات والاتحادات. وتضمن بيان الدعوة إلى المظاهرات الجديدة أن يرفع المتظاهرون مطالب تشمل وقف استعمال العنف ضد النشطاء وتقديم اعتذار صريح عن القتل والإصابة في صفوف المحتجين وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لها صلاحيات كاملة في إدارة المرحلة الانتقالية ووضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية. وقالت حركة شباب 6 ابريل إنها تسمي المظاهرات الجديدة «جمعة الغضب الثانية» في إشارة إلى المظاهرات الحاشدة في 28 يناير التي وقعت خلالها مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن سقط خلالها أغلب ضحايا الانتفاضة التي أسقطت مبارك، وانتهت جمعة الغضب بانسحاب قوات الأمن من الشوارع فيما اعتبره النشطاء هزيمة لها. وفضلت جماعة الإخوان المسلمين عدم المشاركة في تظاهرات ميدان التحرير التي تطالب الجيش بترك الحكم لسلطة مدنية مراعاة للمؤسسة العسكرية قبل الانتخابات التشريعية المقررة الاثنين والتي تأمل في أن تخرج منها بحصة الأسد. وقال مصطفى كمال السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة لوكالة الأنباء الفرنسية إن «الإخوان لا يريدون أي تعطيل للانتخابات لأنهم يريدون الوصول إلى الحكم من خلال هذا الاقتراع». وأضاف «أنهم يعارضون رحيل الجيش في الحال (كما يطالب المتظاهرون في ميدان التحرير) لان ذلك سيغرق مصر في دوامة وبالتالي سيؤدي إلى تأجيل الانتخابات». وذكر الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين أن الداعية يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سيشارك الجمعة في جمعة «الأقصى» التي دعا إليها الاتحاد، والحملة الشعبية لمقاومة تهويد القدس، بالجامع الأزهر. كما دعت كتلة تطلق على نفسها «الأغلبية الصامتة» إلى تظاهرة تأييد للمجلس العسكري الجمعة في ميدان العباسية بالقاهرة. يأتي ذلك فيما أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها يوم الاثنين المقبل، وأنه سيتم انتخاب رئيس بنهاية شهر يونيو المقبل. وقال عضو المجلس اللواء مختار الملا إن المجلس العسكري اتفق مع قيادات الشرطة على خطط تأمين الانتخابات في المحافظات التسع التي تجري فيها المرحلة الأولى من الانتخابات. من جانبه أكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبد المعز إبراهيم استعداد اللجنة لإجراء الانتخابات تحت أي ظرف. وأضاف «قررنا أن يتم تصويت المصريين في الخارج عبر البريد ووزارة الخارجية تقوم بتسهيل الأمور». وقال عبد المعز «مستعدون ومستعجلون لإجراء الانتخابات لأنها طوق النجاة للمجتمع». وأكد أنه كلما زاد عدد الناخبين كانت النتيجة أقرب للواقع وإرادة الشعب.