تظاهر المئات من جمهور النادي القنيطري لكرة القدم أول أمس الإثنين بالساحة الإدارية وسط المدينة احتجاجا على ما وصفوه بالفساد المالي والإداري الذي يعشعش في النادي واستمرارمكتب مسير فاقد للشرعية في مواقع المسؤولية ، ورفع المحتجون لافتات وشعارات تطالب برحيل حكيم دومو رئيس النادي ،وذلك وسط إنزال أمني مكثف خوفا من أي انفلات أمنى محتمل ، وتحت مراقبة المسؤولين في جهاز السلطة .. ودفعت هذه المظاهرة وكذا تهديدات عدة فاعلين بتصعيد حركة الاحتجاج الى تطورات متسارعة ..فقد أجبر المكتب المسير للنادي صباح نفس اليوم على تأجيل الجمع العام للنادي الذي كان مقررا عقده يوم 12 يوليوز الجاري الى غاية يوم 27 منه ،وبرر المكتب المسير في بيانه هذا التأجيل بمنحه الوقت « حتى يتسنى له تشكيل لجنة حكماء تضم مختلف فعاليات المدينة قصد المشاركة في تدبير شؤون الفريق «.. لكن في تطور لاحق أصبح هذا القرار غير ذي جدوى بعد أن أصدر قاضي الأمور المستعجلة في نفس اليوم بمحكمة القنيطرة قرارا نتوفر على نسخة منه جاء فيه « نأمربتأجيل الجمع العام العادي المزمع انعقاده بتاريخ 27 يوليوزالجاري من طرف الجمعية الرياضية للنادي القنيطري فرع كرة القدم الى حين عقد جمع عام استثنائي للبت في مسألة استقالة الرئيس ، وبرفض ما عدا ذلك» ..ويذكر ان هذا الحكم جاء بناء على دعوى استعجالية تقدم بها يوم 8 يوليوز الجاري منخرطون ومسيرون معارضون لحكيم دومو يلتمسون تأجيل الجمع العام العادي المزمع عقده بتاريخ 12 يوليوز الجاري الى حين عقد جمع عام قانوني، وذلك استنادا الى أنهم سبق لهم ان استصدروا حكما بتاريخ 19 يناير 2011 عن المحكمة قضى بإلغاء الجمع العام الإستثنائي المنعقد يوم 11 غشت 2010 وتم تأييد هذا الحكم إستئنافيا ..ولم يقف الأمرعند هذا الحد ، فأمام تهديد المتظاهرين بتنظيم مسيرة فتحت السلطات مساء نفس اليوم حوارا مع لجنة تمثل الجمهور أعلن فيه باشا المدينة الذي كان يرأس الإجتماع رسميا عن مشاورات يقودها السيد الوالي نفسه من أجل تكوين لجنة من مختلف الفاعلين بالمدينة لتسيير النادي ، وستناط بهذه اللجنة مهمة فتح باب الإنخراط والإعداد لجمع عام قانوني..وكشف باشا المدينة عن وثيقة موقعة من طرف حكيم دومو يلتزم فيها بعدم القيام بأية مبادرة في اتجاه عقد جمع عام للنادي ،وقبوله بمبدأ تكوين لجنة مؤقتة للتسيير الى حين عقد الجمع العام العادي...ويوضح هذا الأمرانه عمليا انتهى دور المكتب المسير الحالي ورئيسه حكيم دومو الذي لم يعد بإستطاعته الدعوة الى جمع عام استثنائي لمراجعة استقالته كما نص على ذلك قرارالمحكمة الصادر أول أمس الإثنين ،لأن تكوين لجنة مؤقتة للتسييرتعني إعادة النظر في قائمة المنخرطين و القانون المنظم للنادي ..هذا وقد اعتبر المتتبعون والمهتمون بالشأن الرياضي هذه التطورات منعرجا حاسما في تاريخ النادي ،حيث من المتوقع ان تطيح برؤوس ظلت في مواقع التسيير لسنوات، وتفتح المجال أمام كفاءات جديدة تضع حدا للأزمة التي يتخبط فيها النادي وحالة الفراغ التي يجتازها والتي كادت ان تعصف به ، والشروع في العمل خصوصا ان انطلاقة البطولة على الأبواب ،والإسراع بالإنكاب على مشاكل النادي وتعزيز قدراته سواء على مستوى اللاعبين والطاقم التقني ،أوعلى مستوى الموارد المادية التي تم دعمها بمِنح من المجالس المنتخبة بلغت في مجموعها 658 مليون درهم ،على تتم مراجعة كل القرارات التي اتخذها المكتب المسير كل ما كانت تتعارض مع مصالح النادي.ويؤكد بعض المحللين ان هذه التحولات لا تخدم مصالح النادي فقط ،بل إنها نزلت برد وسلاما على المسؤولين في المدينة إداريين وأمنيين الذين ظلوا منشغلين بمعضلة الكاك ،بل إن ماحصل يمكن ان يكون أيضا إذا ما أحسن توظيفه في صالح الإستقرارالأمني بالمدينة وإنعاشها وتطورها في الميدان الرياضي ..لكن تبقى أسئلة أخرى مطروحة وسط الرأي العام القنيطري ،وعلى رأسها من سيتحمل مسؤولية تسيير النادي في هذه المرحلة الإنتقالية ،وهل سينجح الفاعلون في المدينة في انتقاء من تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة وروح المواطنة لقيادة سفينة الكاك في بحر البطولة الهائج بعيدا عن أي استغلال مادي أو سياسي خصوصا إذا ما استحضرنا السياق الحالي ؟؟وهل ستكون الطريق ممهدة أمام هؤلاء لوضع قطار النادي على سكته وإعادة تألقه وأمجاده؟؟..