أفاد فريق من الخبراء الفرنسيين من معهد اليقظة الصحية في نشرة طبية أسبوعية قبل أيام على حلول فصل الخريف أن وباء الزكام في الموسم 2007 و 2008 بلغ مدى معتدلا. وقد أخضع الخبراء الفرنسيون ما يقرب من 700 فيروس مسبب للزكام للاختبارات والتجارب المخبرية، واتضح أن 44.2 في المائة منها تقاوم مادة «أوزيلطاميفير» Oseltamivir المضادة لفيروسات الزكام والشائعة التداول في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية، والتي تسوق تحت اسم «طاميفلو» (Tamiflu). كما كشفت التجارب المخبرية أن فيروسات الزكام المُقَاوِمة تضعف حدتها عند تناول دواءين آخرين مضادين للزكام. وقال الفريق الطبي إن الفيروسات التي انتشرت بنسبة كبيرة هي فيروس ألف (H1N1) وخاصة في شمال غرب فرنسا (61 في المائة). وأوضح المنسق الوطني للمجموعات الجهوية لرصد الزكام أن ظاهرة بروز فيروسات مُقَاوِمة جاءت عشوائية، ناتجة عن طفرة مفاجئة في جزيئات الفيروس، مضيفا أن الفيروسات المقاوِمة ظهرت لدى الأشخاص الذين لم يتلقوا العلاج عبر مادة الأوزيلطاميفير، كما أنها لم تخلف ارتفاعا في عدد الوفيات، مما جعل السلطات الصحية الفرنسية تحتفظ بنفس الاستراتيجية العلاجية لوقاية الأشخاص المسنين والمرضى المودعين بالمستشفى عبر وصف مادة «الأوزيلطاميفير». وأكدت الدراسة ذاتها أن الفيروسات التي كان نطاق انتشارها واسعا هي فيروس ألف نوع H1N1 بمعدل 61.7 في المائة وفيروس باء بمعدل 36 في المائة وفيروس ألف نوع H3N2. وهذه الفيروسات التي يمكن أن تندثر قد تترك مكانها لفيروس زكام وبائي، حسب الفريق الطبي الفرنسي.