سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملتقى دليل تقدير لتاريخ المغرب العريق ولشخصيته الوطنية الغنية بتعدد وانصهار روافدها في رسالة ملكية للمشاركين في مؤتمرالفيدرالية الدولية للممثلين بالمغرب
أكد جلالة الملك محمد السادس أن التئام مؤتمر الفيدرالية الدولية للممثلين على أرض المغرب يجسد تجاوبها الهادف «مع التوجه العالمي نحو الإنصات لصوت جنوبه، والانفتاح والتفاعل، بروح التقدير والإنصاف، مع ما تبدعه شعوبه، وما تراكمه في إثراء المتخيل الإنساني الحديث، من قيم وتعبيرات وإبداعات جديرة بكل اعتبار». وقال جلالة في رسالة سامية إلى المشاركين في المؤتمر التاسع عشر للفيدرالية الدولية للممثلين ، الذي افتتح أشغاله يوم الخميس بمراكش،إن انعقاد هذا الملتقى بالمغرب دليل تقدير «لتاريخه العريق ولشخصيته الوطنية الغنية، بتعدد وانصهار روافدها، ولتنوع نسيجه الثقافي:من أمازيغي، وعربي-إسلامي، وصحراوي-إفريقي، وعبري-يهودي، وأندلسي-متوسطي،وعالمي معاصر». وأكد جلالة الملك حرصه وكافة القوى الحية للأمة، ومن بينها أهل الفن والإبداع والتمثيل, على مواصلة ترسيخ هوية المغرب، والحفاظ عليها، «ليظل دوما بلد الانفتاح على الثقافات والحضارات الإنسانية، والحضور الدولي الفاعل، في نشر قيم المحبة والسلم والتسامح». كما أكد جلالة الملك أن النهوض بفن التمثيل، يتبوأ مكانة الصدارة في النهضة الثقافية التي تشهدها المملكة موضحا أنه «في عملنا على بناء مجتمع ديمقراطي حداثي، فإن الحريات الواسعة التي يكفلها،والمبادرة الخاصة، التي يشجعها، والإبداع المتميز، الذي يدعمه، لتعد كلها المقومات الأساسية لخلق الجو الملائم للعطاء التمثيلي المبدع». وأبرز جلالته في هذا السياق أن هذا المناخ هو «ما يجعل الممثل يجسد المواطنة الكريمة والملتزمة, قبل أن ينشدها لغيره، ويشخص دور ضمير أمته وعصره، بأساليب فنية، ويعبر عن قضايا وطنه، دون شوفينية، وعن التطلعات الشعبية، وهموم جماهيره، بعيدا عن السقوط في الابتذالية، مقدما أروع مثال عن الفن الراقي، والتمثيل الملتزم، قبل كل شيء، بقواعد وأخلاقيات مهنته». وعلى صعيد آخر، استعرض جلالته جملة الإجراءات والإصلاحات التي باشرها المغرب في هذا المجال من قبيل ترسيخ مكاسب الدعم المسرحي والسينمائي، ودعم الكتاب والمنتجات السمعية البصرية، ووضع قانون للفنان، واعتماد جملة من الإصلاحات القانونية الخاصة بالملكية الفكرية والأدبية، والمصادقة على الاتفاقية الدولية للتنوع الثقافي، وتحرير الفضاء السمعي البصري، وتوفير شروط وبنيات تحتية لتطوير الصناعة الفنية والثقافية. وأكد جلالة الملك «أن ما بذله المغرب من جهود حتى الآن لتطوير حقوله الفنية وما راكمته الدولة من رعاية فنية واجتماعية وصحية، يبقى دون ما نطمح إليه، من مزيد الإنصاف للفنان المغربي, الذي كان دائما وما يزال في صلب المشروع الثقافي الوطني الحداثي» معربا جلالته عن اعتزازه، «بما يسهم به مواطنونا الفنانات والفنانون المبدعون، الرواد منهم والشبان، من ترسيخ قيم الوطنية والمواطنة, وإثراء الشخصية المغربية».