أكد جلالة الملك محمد السادس في خطاب وجهه أول أمس (الأحد) إلى المؤتمر الخامس والثلاثين لغرفة التجارة الدولية أنه لايمكن الحديث عن رفاهية مشتركة دون إعطاء الأسبقية لتأهيل الموارد البشرية في بلدان الجنوب وبدون تدفق الأموال الضرورية لمساعدتها. وقال جلالة الملك، في الخطاب الذي تلاه على المشاركين في المؤتمر المنعقد بمراكش سمو الأمير مولاي رشيد، سيظل من باب الخيال، الحديث عن رفاهية مشتركة، وعولمة ذات روح إنسانية تضامنية، بدون إعطاء الأسبقية لتأهيل الموارد البشرية في بلدان الجنوب، وبدون تدفق الأموال الضرورية، لمساعدتها على تحقيق نموها. وأضاف جلالته أن انعقاد هذا المؤتمر في المغرب يعد دليلا على انفتاحه على العولمة، كما أنه يشكل تجسيدا لأهمية الاقتصاد في تفاعل الحضارات والشعوب، ورسالة أمل موجهة لجميع الأمم من أجل انتصار القيم الكونية للسلام والحرية والمساواة والكرامة والتسامح والإخاء بين بني الإنسان. ونوه جلالة الملك بما تم تحقيقه من ترسيخ للحق والقانون في العلاقات الاقتصادية الدولية، معتبرا جلالته وبكل موضوعية وأسف أن المجهودات ظلت محدودة في ما يخص المسار الشاق والطويل للقضاء على آفة الفقر والإقصاء، وتمكين الدول النامية من مشاركة ديمقراطية فاعلة، في مسلسل اتخاذ القرار داخل الهيئات المالية الدولية. وشدد جلالته على أن المغرب الذي كان في طليعة البلدان النامية التي اختارت نظاما للتعددية السياسية والليبرالية الاقتصادية حريص على إعطاء دفعة قوية لدعم حرية المبادرة الخاصة، وسياسة الانفتاح، وتحرير الاقتصاد، وإرساء كل الآليات الديمقراطية التي تمكن من تحقيق توزيع متكافىء للخيرات، مجسدين ذلك على أرض الواقع بالإصلاحات الكبرى التي مكنت من وضع الأسس الصلبة لمشروعنا الرامي لبناء مجتمع ديمقراطي وحداثي المكرس لدولة الحق والقانون في مجال الأعمال. وقال جلالة الملك إنه وبموازاة هذه الإصلاحات فإن جلالته يواصل العمل من أجل تعزيز ما تم تحقيقه من تطور كبير في النهوض بحقوق الإنسان مولين عناية خاصة للإصلاحات الأساسية للقضاء، ولتخليق الحياة العامة، وإعادة هيكلة وتحديث القطاع العام". وكان سمو الأمير مولاي رشيد قد افتتح، قبل أن يتلو خطاب جلالة الملك، الدورة الخامسة والثلاثين للمؤتمر العالمي لغرفة التجارة الدولية الذي تحتضنه مدينة مراكش ما بين سادس وتاسع يونيو الجاري، تحت شعار لنتعبأ من أجل الاقتصاد العالمي. و م ع بتصرف