بعث الملك محمد السادس أمس الأحد خطابا إلى مؤتمر القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، المنعقدة بمدينة غرناطة (جنوبإسبانيا)، وأكد الملك في خطابه الذي تلاه الوزير الأول عباس الفاسي، على التزام المغرب بمواصلة العمل من أجل تفعيل البناء المغاربي، على أسس الجدية والمصداقية، وحرصه القوي على تشييد مستقبل مشترك، يقوم على احترام مستلزمات السيادة والحوزة الترابية للدول، ومراعاة متطلبات حسن الجوار. وفي المقابل دعا الملك الجهات الأخرى إلى التجاوب مع نداءات مجلس الأمن، والالتزام بإيجاد تسوية سياسية للخلاف المفتعل بشأن وحدته الترابية، على أساس المبادرة المغربية بتخويل جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا، في نطاق سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية.هذا وجدد الملك محمد السادس في خطابه دعم المغرب للاتحاد من أجل المتوسط، على اعتبار أن هذه المبادرة بمجرد اكتمال وسائل تفعيلها، ستمكن من إبراز كل ما تزخر به المنطقة المتوسطية من مؤهلات، وكذا من تقديم الأجوبة المناسبة على التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتعددة، التي يواجهها الفضاء الأ ورو-متوسطي. وفي هذا الصدد دعا الملك إلى إلى الرفع من حركية تدفق الاستثمارات، وتعزيز أساليب التكامل والتجانس في المجالين الزراعي والصناعي، وإعادة انتشار الأنشطة الخدماتية، وتطبيق سياسات مشتركة في مجالات البحث من أجل التنمية، واقتصاد المعرفة. كما تأسف على التأخير الحاصل في دخول الاتفاقية الزراعية الجديدة المبرمة مؤخرا، حيز التنفيذ، على الرغم من الأهمية التي تكتسيها وللفرص التي تتيحها، داعيا إلى التعجيل بأجرأتها وفاء بتعهداتنا المشتركة. ودعا الملك محمد السادس إلى مد يد العون للمهاجرين، لتمكينهم من اكتساب توازن هوياتي، من شأنه أن يعزز الهوية الأصلية للمهاجر، دون حمله على التنكر لها، أو التخلي عن أصوله، أو الانسلاخ عن جذوره. وذلك من اجل الوصول إلى الهدف المشترك وهو النهوض بأوضاع المهاجرين، لتمكينهم من الاضطلاع بدور الفاعل المنخرط في الإسهام في تعزيز المبادلات بين ضفتي المتوسط، والرافعة القوية لتجسيد تلاقح الثقافات، وتمازج وتعايش الأجناس البشرية. يذكر أن يوم السبت 6 مارس 2010 عرف انطلاق أشغال القمة المقاولاتية الأولى الاتحاد الأوروبي-المغرب التي تنظمها الكونفدرالية الإسبانية للمنظمات المقاولاتية (اتحاد أرباب العمل بإسبانيا) وبيزنيس أوروبا والاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، وتشكل هذه القمة المقاولاتية الأولى، المنظمة في إطار القمة الأولى الاتحاد الأوروبي-المغرب، فرصة لتسليط الضوء على المشاريع التي يعتزم الاتحاد الأوروبي إطلاقها وآفاق السوق المغربية والفرص التي تتيحها في قطاعات الطاقة المتجددة والنقل والخدمات اللوجستيكية والبنيات التحتية. هذا ودعا خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية، الرئيس الدوري للإتحاد الأوربي، مساء أول أمس السبت في غرناطة، إلى إقامة تحالف كبير وقوي بين الإتحاد والمغرب. وشدد ثباتيرو، لدى اختتامه إلى جانب الوزير الأول عباس الفاسي ورئيس اللجنة الأوربية خوسي مانويل دوراو باروزو للقمة المقاولاتية بين المغرب والإتحاد الأوربي ، على أهمية إقامة تحالف كبير وقوي، قوامه الصداقة والوئام بين الإتحاد والمغرب.وقال رئيس الحكومة الإسبانية، أمام مئات من رجال الأعمال المنتمين إلى المغرب وعدة بلدان أوربية، والمجتمعين تمهيدا للقمة السياسية بين الجانبين، إنني مقتنع بمزايا تحالفنا وبكون هذه المزايا تتجاوز إلى حد كبير المصالح الإقتصادية والتجارية. وأضاف أن حكومات المغرب والبلدان السبعة والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوربي مدعوة لتوفير المناخ السياسي والدبلوماسي الأكثر ملائمة لإثراء العلاقات بين المغرب والاتحاد الاوربي ، لكن يتعين على مقاولات الجانبين القيام بدور ريادي للدفع بهذه العلاقات . ودعا ثباتيرو رجال الأعمال الإسبان والأوربيين إلى الاستفادة من إمكانيات التعاون الهائلة التي يتيحها المغرب. وإلى جانب القطاعات التقليدية ( النسيج والفلاحة والمعادن ) التي تشكل موضوع شراكة وثيقة بين المغرب والاتحاد الأوربي ، ذكر ثباتيرو قطاعين يتيحان إمكانيات جديدة بفضل التحديث والتطور اللذين يشهدهما المغرب، الأول هو قطاع الطاقة، وخاصة الطاقات المتجددة، الذي يعتزم المغرب القيام باستثمارات هامة فيه، والثاني هو قطاع الاتصالات والتكنولوجيات الجديدة. من جانبه أكد الوزير الأول عباس الفاسي على ضرورة تفعيل المبادرات الواعدة لجعل الفضاء الاورومتوسطي منطقة مشتركة يسودها الازدهار والرفاهية السوسيو اقتصادية. وقال الفاسي في كلمة أمام القمة المقاولاتية الأولى الاتحاد الاوروبي- المغرب إنه في إطار عزمنا الثابت لكسب رهانات وتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية، يتعين علينا تفعيل المبادرات الواعدة لنجعل من فضائنا الاورومتوسطي منطقة مشتركة يسودها الازدهار والرفاهية السوسيو اقتصادية وأعرب عن الأمل في أن تترجم أشغال هذا المنتدى على أرض الواقع عن طريق اقامة مشاريع محددة كبرى وأن تعزز الروابط التي نسجت خلال هذا اللقاء بين مختلف ممثلي أرباب العمل الحاضرين في هذا المنتدى وأن تشكل فرصة سانحة للعمل سويا من أجل بناء فضاء مشترك يعمه الازدهار والدينامية وروح التضامن.