يواصل المناضل الوحدوي الصحراوي، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، لليوم الرابع اعتصامه المفتوح أمام مكاتب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، للمطالبة بتسريع تسوية وضعيته وتمكينه من لقاء أبناءه المتواجدين داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة الجزائر و صنيعتها جبهة البوليساريو. وقال ولد سلمى، في تصريح لموقع صحراء ميديا الموريطاني أمس ، إنه قرر الاعتصام تأكيدا لرفضه العرض الذي قدمت له مفوضية اللاجئين باللجوء في فنلندا، معتبرا أنه ليس «طالب معيشة» بل «صاحب قضية سياسية». وأكد انه سيواصل نضاله في سبيلها. وأن ما يريده هو العودة الي أرضه في منطقة «امهيريز» الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو والتي أبعدته منها قسرا لأنه سعى الي فتح نقاش بين الصحراويين بشأن مستقبلهم والخيارات المتاحة أمامهم لكي يكونوا في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية «أفضل مما هم فيه اليوم في مخيمات اللجوء داخل التراب الجزائري».. بالنسبة لولد سيدي مولود فإذا كانت الأممالمتحدة ومفوضية اللاجئين لا تستطيعان أن تضمنا له العودة الي ذويه وأرضه في «امهيريز» بسبب «تعنت البوليساريو»، ووجد نفسه مجبرا على اللجوء فعليهما أن تضمنا له لجوءا في احدى الدول القريبة خصوصا اسبانيا ليستطيع مواصلة «نضاله» من اجل «حقوق شعبه المشتت بسبب نزاع الصحراء منذ أزيد من ثلاث عقود»، حسب مصطفى سلمى. ولم يستبعد ولد سيدي مولود اتخاذ إجراءات أخري غير الاعتصام تجعل العالم «يعير قضية الصحراويين بعض الاهتمام»، مؤكدا أن «الشباب في مخيمات تندوف مستمرون في رفض الواقع الذي فرضته قيادات البوليساريو». و تعود قضية الناشط الصحراوي مصطفي سلمي الي النصف الثاني من عام 2010 حين قام بزيارة الي المغرب لمقابلة والده وإخوته بمدينة السماره لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين سنة. وهنالك قال إنه اطلع على «تعقيدات النزاع على الصحراء»، وتدارس مع أقرباءه وأبناء عمومته آفاق حل النزاع وسبل لم شمل العائلات الصحراوية المشتتة. ليخلص في الأخير الي قناعة بان الحكم الذاتي الموسع هو «الحل الأمثل» الذي يراعي مصلحة جميع الأطراف. حسم الضابط السامي في الأمن بجبهة البوليساريو، مصطفي سلمى ، أمره وجهر بقناعته علانية في مؤتمر صحفي بمدينة السمارة، وأكثر من ذلك تعهد بنقل النقاش حول خيار الحكم الذاتي الموسع والمتفاوض عليه الي أوساط سكان مخيمات الصحراويين حيث تسيطر البوليساريو في سبيل البحث عن «حل واقعي، ديمقراطي ومشرف للقضية الصحراوية». وفي طريق عودته الي عائلته في «امهيريز» عبر مدينة ازويرات الموريتانية، اعترضت سبيله فور اجتيازه للحدود الموريتانية، مساء 21 سبتمبر 2010، قوة عسكرية واقتادته الي مكان مجهول، حيث أمضي سبعين يوما رهن الاحتجاز ينتقل مع سجانيه من مكان مهجور إلي آخر. وخلال السبعين يوما، قال ولد سيدي مولود إنه تعرض ل»التعذيب والتهديد بالقتل» قصد «إجباره» على تغيير قناته التي سبق وان عبر عنها بخصوص وجاهة مقترح الحكم الذاتي الموسع كأساس لحل النزاع و»إنهاء معاناة وتشتت الصحراويين». وفي 30 نوفمبر 2010 نجحت ضغوط مفوضية الأممالمتحدة للاجئين في حمل جبهة البوليساريو على الإفراج عن المعارض السياسي مصطفي سلمى وتسليمه إليها عند الحدود الموريتانية، ومنذ ذلك التاريخ يقيم ولد سيدي مولود في العاصمة الموريتانية انتظارا لحسم قضيته. وقد سبق لمصطفي سلمي ولد سيدي مولود أن شغل العديد من المناصب الأمنية السامية في جبهة البوليساريو آخرها المفتش العام للأمن. وهو مواطن صحراوي مولود 1968 في بلدة «امهيريز»، ومتزوج وأب لخمسة أطفال أصغرهم الطفلة للا مريم التي لم ترى أباها