من أجل تسوية وضعيته المأساوية دخل المناضل مصطفى سلمى ولد سيدي مولود منذ أول أمس الأربعاء، في اعتصام مفتوح أمام مقر مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، من أجل التعجيل بتسوية وضعيته المأساوية التي يعاني منها منذ أن تم طرده من طرف «البوليساريو قبل ستة أشهر». وأعلن ولد سيدي مولود في بيان وزعه على ممثلي الصحافة الموريتانية والدولية مباشرة بعد خروجه من اجتماع عقده مع مسؤولي مكتب المفوضية استمر لأزيد من ساعتين، أنه «يرفض هذه الوضعية غير المحسومة»، مؤكدا أنه سيبدأ «من الآن اعتصاما مفتوحا أمام مقر مكتب المفوضية كخطوة أولى من خطوات متلاحقة». وقال إنه يريد من خلال هذه الحركة الاحتجاجية الحضارية أن يناشد «المسؤولين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بجنيف تسريع وضعيتي وتمكيني من الاجتماع مع عائلتي فوق أرضي وممارسة حياتي بشكل طبيعي بما تكفله كل القوانين الدولية». وأوضح ولد سيدي مولود في هذا البيان أنه «وبعد ستة أشهر من تواجده المؤقت فوق الأراضي الموريتانية تحت ولاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبعد استنفاذ كافة طرق المخاطبة القانونية مع مكتبها بجنيف دون الحصول على إجابات» بخصوص وضعه القانوني وظروف وأسباب تأخر تسوية وضعيته، فقد قرر الدخول في اعتصام مفتوح حتى تسوى وضعيته بشكل نهائي ويتمكن من الاجتماع مع عائلته فوق أرضه». وقال إنه خاطب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بجنيف التي تبنت قضيته من خلال العديد من المراسلات «دون أن يتلقى أي رد بشأنها إلى حد الساعة» مجددا رفضه «لهذه الوضعية غير المحسومة». وأعرب عن جميل عرفانه للدولة الموريتانية حكومة وشعبا على استضافته، وكذا لمكتب المفوضية السامية بنواكشوط للرعاية الإنسانية الطيبة التي أحيط بها منذ وصوله إلى الأراضي الموريتانية. وذكر مصطفى سلمى ولد سيدي مولود في البيان بمأساته الإنسانية التي قال إنها بدأت منذ زيارته خلال شهر أبريل من سنة 2010 لمدينة السمارة للقاء والده وإخوته «حيت أمضيت معهم فترة أربعة أشهر بعد فرقة دامت أزيد من ثلاثين سنة». وأضاف أنه تدارس خلال هذه الزيارة مع أقربائه وأبناء عمومته آفاق حل نزاع الصحراء وسبل لم شمل العائلات الصحراوية المشتتة، مؤكدا أنهم خلصوا «إلى أن الحل الأمثل لهذا النزاع هو حكم ذاتي موسع يراعي مصلحة جميع الأطراف». وأوضح أنه عبر عن هذه القناعة علانية بمنزل والده بالسمارة، وقال «أخذت على عاتقي بصفتي أحد أطر جبهة البوليساريو وابن شيخ قبيلة من أكبر القبائل الصحراوية مسؤولية فتح نقاش داخل المخيمات للبحث عن حل واقعي ديموقراطي ومشرف لهذا النزاع». وأكد أنه وفي طريق عودته إلى عائلته تم اختطافه يوم 21 شتنبر 2010 «من طرف مجموعة مسلحة من قوات البوليساريو» وتم اقتياده إلى مكان مجهول، مضيفا أنه تعرض لأزيد من شهرين للاستنطاق والتعذيب، كما تعرض للتهديد بالقتل بشكل مباشر قصد ثنيه عن عزيمته، ومنع من الحصول على محام ولم يسمح لأفراد عائلته بزيارته ولم تصلهم أية أخبار عن وضعه، قبل أن يتم تسليمه إلى ممثلي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين يوم 30 نونبر 2010. وتساءل ولد سيدي مولود «لم تم اختطافي وإخفائي ثم ترحيلي وإبعادي عن عائلتي وأرضي وما رافق ذلك من انتهاك لكافة حقوقي الإنسانية والقانونية؟، وهو ما شهد به تقرير الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة حول الصحراء المقدم لمجلس الأمن شهر أبريل الماضي. وجدد التأكيد على أن اعتصامه المفتوح أمام مقر مكتب مفوضية اللاجئين بنواكشوط سيظل متواصلا حتى تتحقق رغبته المتمثلة في تسريع وضعيته وتمكينه من الاجتماع مع عائلته فوق أرضه، وتمكينه من ممارسة حياته بشكل طبيعي بما تكفله كل القوانين الدولية.