تحسر بمرارة ما يسمى بممثل جبهة الانفصاليين لدى الأممالمتحدة، أحمد بخاري، لكون العلاقات بين الجبهة والحكومة الإسبانية بلغت درجة ما «تحت الصفر» وأنها «عمليا غير موجودة»، على الرغم من انه أعرب عن رغبته في «استعادة الثقة التي كانت دائما تربط الجبهة بإسبانيا» و التي كان أساسها عملية ابتزاز مسترسل للمساعدات تحت غطاء جمعيات مدنية إسبانية مغرر بها . وعاتب القيادي الانفصالي في حوار بثته وكالة إيفي الاسبانية الحكومة الاشتراكية الاسبانية تحت قيادة ثاباطيرو لكونها لم توجه منذ عدة شهور أي دعوة رسمية لجبهة الانفصاليين للحوار كما كان الوضع ببداية فترة الانتداب الرئاسي اليساري بمدريد . ويبدو و اضحا أن الآلة الدعائية الانفصالية التي توقفت عن العمل و الابتكار و خرست ألسنتها بالكامل منذ عدة أشهر تحت صدمة مسلسل الفضائح المدوية التي ما زالت تبعاتها تلاحق قادة الجبهة ، و في مقدمتها مسألة المرتزقة الانفصاليين المجندين بمقابل للدفاع عن العقيد القذافي تحاول في الوقت الراهن تجاوز مرحلة العزلة الدولية التي تشهدها القضية الوهمية عبر توجيه رسائل استعطاف و مغازلة ملغمة تارة في اتجاه باريس و تارة أخرى نحو مدريد طمعا في الحصول على نوع من الاهتمام و تسليط بعض الضوء الاعلامي على القضية المتآكلة . وتتزامن سياسة دموع التماسيح التي تنتهجها القيادة الانفصالية مع فشل أطروحة التصعيد الحقوقي في تحقيق النتائج الديبلوماسية المرجوة و تنبه المنتظم الدولي لزيف الشعارات الانفصالية في وصف الحقائق الميدانية ، و هذا ما برز في جوهر القرار الأخير لمجلس الأمن الذي وجه صفعة مدوية للجبهة و للواقفين وراءها حين أعاد عقارب النزاع الى وضعها الصحيح و حمل الجزائر مسؤولية الاحصاء الأممي للمحاصرين بمخيمات تندوف و هو الاجراء الذي سيكشف بدون شك حقيقة أكبر عملية نصب ، و احتجاز قسري لمدنيين عزل داخل غيتوهات شبيهة بمعسكرات النازيين .