} ما هي قصة التهديدات التي تلقيتها مؤخرا بسبب مواجهتك مع الانفصاليين في إسبانيا ؟ لقد تلقيت اتصالا من إذاعة كنارياس ، تزامن مع تدخل السلطات العمومية المغربية لرفع الحصار عن المغاربة المحتجزين من قبل بعض مليشيات موالية للانفصاليين من «البوليساريو» بمخيم «ايزك أكديم». وقد تم حينها، تزامنا مع تنفيذ السلطات العمومية المغربية تدخلها للافراج عن المواطنين، الترويج لعدد من المغالطات بدأت تتبلور في الاعلام السمعي البصري والمكتوب الاسباني تفيد أن الامر كان «هجمة قوية». والتهديد، بالدرجة الأولى كان سببه كوني اخترت الحديث إلى هذه الإذاعة ، لأفند كل هذه الادعاءات ومزاعم الانفصاليين في اسبانيا، بناء على معلومات مؤكدة تنفي كل ما تم الترويج له. لقد أكدت، خلال حديثي إلى الصحافة الاسبانية، أن تدخل السلطات العمومية كان قانونيا واحترم كل الضوابط المعمول لأجل ضبط الامن في مثل هذه الحالات، تدخل قابله هجوم لعناصر من مليشيات انفصالية، خارجة عن القانون، كان همجيا في مواجهته للسلطات العمومية. بعد تصريحاتي الصحفية، تلقيت مكالمة هاتفية تطالبني بأن التزم حدودي، وأن أفكر مليا في ما أتفوه به، وأنه ليس لي الحق في الدفاع عن بلدي المغرب، الذي وصفته المكالمة بأقدح الأوصاف، مما دفعني إلى الاتصال بالشرطة لتسجيل شكاية في الموضوع ، ومن حينها توقفت التهديدات. { هل لم يثنك هذا التهديد عن مواصلة التعريف بوجهة النظر المغربية؟ منذئذ واصلت الحديث دون خوف إلى الصحافة الاسبانية، ولن أبالغ إذا ما قلت أنني كنت المحاور الوحيد للإعلام الاسباني في مواجهة مزاعم الانفصاليين من البوليساريو، ذلك لأنني تمكنت من تأسيس شبكة علاقات متميزة بجنوب المغرب والمناطق الصحراوية التي قمت بزيارتها مؤخرا ساهمت في أن تجعلني على بينة من الحقائق الايجابية والتطور الملموس، الذي عرفته هذه المناطق التي يحاول الانفصاليون إخفاءها عن الرأي العام الاسباني بالدرجة الأولى. { كيف كان اللقاء مع التلفزيون الاسباني، خصوصا وأنك كنت الوحيد في مواجهة ضيوف يناصرون الطرح الانفصالي. هل لك أن تقربنا من حيثيات هذا اللقاء؟ مكنتني علاقتي الجيدة مع الصحافي الاسباني خيسوس بوسانو من قناة «أنتينا تريس»، الذي كان له الفضل في التعريف بمدونة جمعية أصدقاء الصحراء المغربية باسبانيا، وما تتضمنه من معلومات ذات مصداقية من أن تمنحني فرصة لوصول الصحافة الاسبانية لي. فمن خلال الصحافي الاسباني خيسوس بوسانو توصلت الصحافة الاسبانية الى مدونتنا ورقم هاتفي، وتم ربط الاتصال بي وطلبت مني عدد من المنابر أن أقدم وجهة نظر المغرب المختلفة تماما عن وجهة نظر الانفصاليين من البوليساريو، من بينها اللقاء التلفزي بكنال سور، الذي واجهت فيه قيادات منتمية إلى« جبهة البوليساريو» من بينها احمد حمادي ممثل البوليساريو في منطقة الاندلس، والمساندين للانفصاليين مثل خيسوس فوينتيس . قبلت الرهان ونجحت في كسبه بالرغم من أن اللقاء كان قويا ومتشنجا فقد أحرجت فيه ، بالحجة والدليل، ممثل البوليساريو. كما كان هذا اللقاء مناسبة، تحدث فيها عن وضع مصطفى ولد سلمى وكانت فرصة ليعرف الاسبان الحقيقة بخصوصه ويشاهدون صورته على الهواء، وتمكنت من أن أجعل على الأقل القناة التي استضافتني، تلتزم الحياد في المقاربة. { تم رصد أموال من طرف الجزائر كدعم لوجستيكي لبعض وسائل الاعلام وجمعيات إسبانية لمناصرة جبهة البوليساريو.ما هي حقيقة هذا التمويل؟ إننا على بينة من الحقد الذي تكنه الدولة الجزائرية للمغرب، بالنظر للتقدم الديموقراطي والاقتصادي والاجتماعي الذي حققه، ولم تدخر جهدا في دعم كل المخططات التي بإمكانها الاسهام في بلورته من أجل توجيه الانظار عن مشاكلها الداخلية. وقد اعتمدت لأجل تنفيذ مخططها على بعض فعاليات المجتمع المدني الاسباني وبعض من وسائل إعلامه أيضا. فقد رصدت الجزائر ما يقارب 300 مليون دولار، كما تتداول ذلك أوساط إعلامية اسبانية، لدعم اللوبي الاسباني المساند لجبهة البوليساريو والصحافة الموالية له. كما أن الحزب الشعبي الاسباني قد رصد حوالي 100 ميلون دولار لاستغلال القضية لمصالح انتخابية، والضغط على الحكومة الحالية. هذا الدعم الجزائري كان نتاج، حسب مصادر اعلامية اسبانية، للقاء حول مقاومة الاستعمار عقد بالجزائر مؤخرا ، ضم عددا من وسائل الاعلام الاسبانية وموالين لجبهة البوليساريو ، وكذا بعض انفصاليي الداخل قدموا من العيون. وأغتنم الفرصة لأشكر رئيس الحكومة الاسبانية رودريغيث ثاباطيرو لموقفه الشجاع، وقد كنت من بين من شكروه شخصيا خلال لقاء عقد ببرشلونة مؤخرا، وذلك إثر تصريحاته بخصوص ما يقع بالمغرب، وكذا موقف الحكومة الاسبانية الذي كان صائبا. { ماذا عن موقف الحزب الشعبي، ؟ بالاضافة الى الموقف العدائي للحزب الشعبي ، يجب الاشارة الى أنه حينما يتعلق الأمر بقضية معينة تهم المغرب، تتوحد بشأنها كل التيارات السياسية والجمعوية والنقابية والأطياف الاعلامية الاسبانية. فهؤلاء من سماتهم أنهم يتفقون على المغرب وحده ويختلفون حول أشياء أخرى، وهذا أمر محير في التعامل الاسباني مع المغرب وقضاياه، غير أنه لأول مرة نلاحظ موقفا منعزلا للحكومة الاسبانية بخصوص المغرب وأيضا ما قام به الحزب الاشتراكي الاسباني من طرد وسحب اعلام بعض الانفصاليين الذين بدأوا يهتفون بجبهتهم خلال كلمة ثاباطيرو في لقاء ببرشلونة. { ما هي المبادرات التي تنوي جمعيتكم اتخاذها لمواجهة المواقف العدائية ضد المغرب؟ لدينا عدة مبادرات ، من بينها لقاء في اسبانيا سنستضيف خلاله كاتبا اسبانيا اسمه تشيماخيل، بصدد إعداد كتاب حول العلاقة ما بين القاعدة وجبهة البوليساريو، يؤمن بأحقية المغرب في قضية الصحراء، وسيأتي أيضا لقاء مع والد مصطفى ولد سلمى ، يحضره برلمانيون وأسماء وازنة وجمعيات محايدة، وسنستضيف فيه الاسبان الذين يحاولون نقل حقيقة ما يجري.