الرباط "مغارب كم ": محمد بوخزار اعترف أحمد بوخاري، ممثل جبهة البوليساريو في مدريد، بتدهور خطير في العلاقات بين الحركة الانفصالية التي يمثلها والحكومة الإسبانية الحالية. وصرح بوخاري لوكالة "إيفي" الرسمية أن العلاقات وصلت درجة تحت الصفر، بل إنها تكاد تكون غير موجودة، لكنه استدرك أن الإرادة ما تزال موجودة من أجل استعادة تلك العلاقة التي ظلت قائمة منذ مدة بين الطرفين. وأعرب بوخاري، عن أسفه ،كون الحكومة الاشتراكية وكذا قيادة الحزب الاشتراكي، لا يبديان في الوقت الحاضر أي اهتمام أو استعداد جدي، لمد جسور الحوار بين الطرفين من أجل الإسهام في حل نزاع الصحراء. ويرى بوخاري، أن التحول في موقف إسبانيا وكذلك فرنسا، حدث منذ تأييد باريس ومدريد، للمقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي الموسع للمحافظات الصحراوية التي كانت تستعمرها إسبانيا إلى غاية 1975. وتساءل بوخاري، إن كان الموقف الإسباني أصبح نهائيا ومعارضا لما اسماه "استقلال الصحراء" مضيفا أنه في هذه الحالة فلا يوجد ما يمكن الحديث فيه بين الجانبين، غير أنه تمنى أن لا يستمر الوضع كذلك. وخلص بوخاري إلى القول بأن الصلة صارت مقطوعة بين حركته والحكومة الاشتراكية ولم تعد بينهما إلا خيوط ضعيفة. ويؤكد هذا الاعتراف، الانعطاف الكبير الذي حصل في الموقف الإسباني في التعاطي مع ملف الصحراء. وقد ظهرت معالمه في الحقيقة منذ الورطة الدبلوماسية التي سببتها جبهة البوليساريو لمدريد إبان الأزمة التي افتعلتها الناشطة الصحراوية، أمينتو حيدر، التي دخلت في إضراب مسرحي عن الطعام لمدة شهر في مطار "لانثاروتي" بجزر الأرخبيل الكناري، رافضة جميع العروض والحلول التي اقترحتها الحكومة الإسبانية آنذاك على لسان أكثر من مسؤول بل إن "أمينتو" أصرت من خلال بعض الناشطين الإسبان المحترفين،على تعبئة الرأي العام الإسباني ضد حكومته لدرجة إحساس هذه الأخيرة أنها أصبحت فعلا أسيرة أجندة "البوليساريو". لكن الذي عرى أسطورة جبهة البوليساريو، وكشف كذبها وزيف ادعاءاتها، تمثل في أحداث مخيم "كديم إيزيك" بضواحي العيون، حيث عمد أنصار الجبهة بوحشية غير مسبوقة إلى قتل عدد من عناصر قوات الأمن المغربية التي حاولت تفكيك المخيم بكيفية سلمية بعد سلسلة التحذيرات والتنبيهات التي وجهت إلى المعتصمين خاصة وأنهم أصروا على موقفهم بتحريض من الانفصاليين، رافضين استجابة الدولة المغربية لأهم مطالبهم الاجتماعية. واطلعت السلطات الإسبانية بفضل تقارير استخباراتها ومخبريها في الصحراء، على هول الجرائم الموثقة بالصوت والصورة ، التي ارتكبتها "مليشيات" البوليساريو، ما جعل رئيس الحكومة وأمين عام الحزب الاشتراكي العمالي، يصرح في اجتماع حزبي مغلق وفيما يشبه الاعتراف بالذنب، بالقول "إن النخب السياسية الإسبانية ستراجع موقفها جذريا من البوليساريو ، إذا ما اطلعت على حقيقة الأوضاع". وتزامن تصريح رئيس الوزراء الإسباني بصفته الحزبية مع رفض الحزب الاشتراكي الاجتماع بممثلين عن جبهة البوليساريو، لأن هذه الأخيرة حددت جدول الأعمال لاجتماع قبل أن يعقد بل نشرته ( الجدول) في وسائل الإعلام حيث ذكرت إن الاجتماع سيناقش مسألة تقرير المصير في الصحراء. الأمر الذي اعتبره الاشتراكيون سلوكا غير لائق، فألغوا فكرة الاجتماع إلى حد الآن. ويأتي هذا الاعتراف من ممثل البوليساريو في مدريد، قبيل استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو، الشهر المقبل في "مانهاست" بضواحي نيويورك.