كشف ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا أمس الخميس، أن المحادثات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، ستستأنف في نيويورك، يوم الرابع من الشهر الجاري. وأضاف الوزير الإسباني الذي كان يتحدث إلى لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان أن بلاده تدعم المسار التفاوضي الذي ترعاه الأممالمتحدة، مشددا بذات الوقت على أهمية تحسين العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر لما يشكل ذلك من فائدة واستقرار لمنطقة المغرب العربي. واعتاد موراتينوس في السابق أن يعلن عن موعد المفاوضات التي يستقيها من الممثل الخاص لأمين عام الأممالمتحدة إلى الصحراء. من جهتها لم تحدد المتحدثة باسم الأممالمتحدة، فانينا ماييستراسي، الموعد واستبعدت حدوث اللقاء بين الطرفين في الأيام الأولى من شهر أكتوبر، علما أن كريستوفر المبعوث الأممي إلى الصحراء، سبق أن اقترح على الجانبين نفس التاريخ الذي ورد في تصريحات وزير خارجية إسبانيا. إلى ذلك، أوردت وكالة "إيفي" الإسبانية، تصريحا لأحمد بوخاري، القيادي في جبهة البوليساريو ومبعوثها لدى الأممالمتحدة، ذكر فيه أن الجبهة تنتظر تحديد موعد من طرف الوسيط الدبلوماسي كريستوفر، متسائلا عن الأسباب التي ترجح تأجيله. ولم تشر المصادر المغربية الرسمية إلى الاجتماع المنتظر، الذي سينتهي في حال عقده إلى نتائج مماثلة للقاءات السابقة التي جمعت الطرفين في جولات للتفاوض توزعت بين نيويورك وفيينا، لكن مواقفهما لم تراوح مكانها. وكان رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي، قد دعا من منبر الأممالمتحدة، جبهة البوليساريو، لاقتناص الفرصة المواتية بأن تنخرط في التفاوض من أجل تطبيق مقترح الحكم الذاتي الموسع الذي هيأته الرباط لتدبير الشأن المحلي في المحافظات الصحراوية والذي يعطيها صلاحيات واسعة. يذكر أن مفاوضين من الجانبين المغربي والصحراوي، لن يشاركوا في المباحثات المقبلة بعد أن فقدوا صفاتهم الرسمية أو توفوا كما هو الحال بالنسبة لمحفوظ على بيبا الذي قاد وفد البوليساريو في كل جولات التفاوض والذي غيبه الموت منذ شهور بمخيمات" تندوف" في ظروف لم تتضح تماما حيث يعتقد المختلفون في الرأي مع جبهة البوليساريو، أن رئيس ما يسمى رئيس البرلمان الصحراوي، تمت تصفيته بينما تنفي الجبهة الانفصالية ذلك وترجح وفاته المفاجئة بسبب معاناته السابقة من بعض الأمراض. ومن الجانب المغربي، سيغيب وزير الداخلية السابق، شكيب بنموسى، الذي خلفه في منصبه مولاي الطيب الشرقاوي. ولم يبق من المفاوضين المغاربة الذين حضروا جميع اللقاءات إلا وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري ومدير الاستخبارات الخارجية، محمد ياسين المنصوري. وعلى صعيد آخر، تعرض رئيس الدبلوماسية الإسبانية للأحداث التي عاشتها الشهر الماضي مدينة مليلية المغربية التي تحتلها بلاده وأدت إلى تدهور سريع في علاقات مدريدالرباط، وقال بذلك الخصوص إنه تم تجاوز الأزمة، بفضل الحوار الصريح الذي جرى بين البلدين. وأكد موراتينوس نبأ موافقة المغرب الرسمية على اعتماد السفير الإسباني الجديد في الرباط، ألبرتو نافارو، الذي سيلتحق بمقر عمله في غضون الأيام المقبلة، طبقا لما أكده أيضا خالد الناصري وزير الإعلام المغربي الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي أوضح يوم الخميس أن السفير المغربي المعين في مدريد أحمد ولد سويلم سيباشر بدوره مهامه في أقرب الأوقات. وأشار الناصري إلى أن الترتيبات جارية وفي أحسن الظروف، معترفا بأن موضوع التحاق السفيرين بعملهما أخذ وقتا أطول، غير أن المهم يقول الناصري أن المغرب وإسبانيا يؤسسان، في ظروف صعبة أحيانا، لشراكة ثنائية جيدة.