جدد وزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس، التأكيد على أهمية وحيوية العلاقات الثنائية التي تربط بلاده بالمغرب. ودافع موراتينوس، عن النهج الذي سلكته الحكومة والدبلوماسية الإسبانية التي يقودها لمعالجة الخلافات الأخيرة التي نشبت بين بلاده والمغرب، آخرها الاشتباك الذي وقع بمدينة العيون العاصمة الإدارية للمحافظات الصحراوية حيث تظاهر ناشطون إسبان بدون إذن ولا ترخيص مسبق من السلطات المحلية ورفعوا في الشارع العام أعلام جبهة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب، ما دفع سكان المدينة إلى اعتراضهم والتصدي لهم ما نتج عنه الدخول الناشطين في مشاحنات أسفرت عن إصابة البعض منهم بجروح خفيفة. وانتقد موراتينوس الحزب الشعبي المعارض، وقال في جلسة برلمانية، إن الشعبي، لا يميز بين قضايا السياسة الداخلية والخارجية، حينما يخلط بين سبتة ومليلية ومستعمرة جبل طارق إذ يعتبرهما قضية واحدة. وكان الحزب الشعبي طالب بتقديم توضيحات أمام البرلمان عن القضيتين على إثر اتهام الحكومة بأنها لم تفعل شيئا للدفاع عن مدينتى سبتة ومليلية المحتلتين اللتين تعتبرها إسبانيا جزءا من ترابها الوطني. وأضاف موراتينوس في معرض دفاعه عن سياسة الحكومة الاشتراكية إن هذه الأخيرة تدافع عن المصالح الإسبانية في إطار علاقات منسابة ومتدفقة مع المغرب ,وطلب من الحزب الشعبي أن يساند ما أسماه موراتينوس "سياسة الدولة" في هذا الصدد اعتبارا لحيوية العلاقات مع المغرب وحماية للمصالح الإسبانية لدى جارها الجنوبي. وأعاد رئيس الدبلوماسية الإسبانية إلى الأذهان أن الحزب الاشتراكي عندما عاد إلى السلطة عام 2004، وجد العلاقات مع المغرب جد متوترة وكذلك مع فرنسا، مشددا على أهمية العلاقات التجارية والاقتصادية مع المغرب التي حققت رقما مهما في العام الماضي وصل إلى خمسة آلاف مليون يورو، كما تميزت العلاقات الثنائية بنجاحات في مجالات الأمن ومحاربة الإرهاب والهجرة السرية. وقال موراتينوس إن حكومة بلاده تطبق سياسة شاملة ليس مع المغرب فقط ولكن كذلك مع باقي البلدان المغاربية، من خلال الدفاع عن حل سلمي لنزاع الصحراء وإقامة أفضل العلاقات مع سائر بلدان المنطقة. تلك هي سياسة الدولة التي نريد تطويرها يوضح وزير خارجية إسبانيا. وتأتي تصريحات موراتينوس، في أعقاب الزيارة الناجحة التي قام بها إلى المغرب بداية الأسبوع الجاري، كاتب الدولة الإسباني في الخارجية وأميركا اللاتينية، خوان بابل ودي لا إيغليسيا، والتي استمرت يومين أجرى خلالها مباحثات مع وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري ووكيل الوزارة يوسف العمراني. وقالت مصادر رسمية أن الجانبين استعرضا أوجه التعاون بين بلديهما كما بحثا اللقاء المنتظر بين الفاسي الفهري وموراتينوس في نيويورك،على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما تطرق إلى اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي تأخر موعد انعقادها والتي من المفترض أن ينظمها المغرب. وكان موراتينوس صرح بعد انتهاء أزمة مليلية أنه سيزرو المغرب في غضون الشهر الجاري، لكنه فضل أن يلتقي نظيره المغربي في نيويورك. ومن جهته اعتبر كاتب الدولة الإسباني في الخارجية الذي قام بأول زيارة رسمية خارج بلاده إلى المغرب منذ تعيينه في منصبه نهاية شهر يونيو الماضي، اعتبر الخلاف مع المغرب منتهيا بسبب أحداث مليلية والعيون.