أعلن وزير الخارجية والتعاون الإسباني ميغيل انخل موراتينوس، اليوم الجمعة، أن السفير المغربي الجديد بإسبانيا حمدو ولد السويلم سيلتحق بمنصبه بمدريد في غضون شهر، وأكد أن "المشاكل" التي حدثت مؤخرا على المعابر الحدودية بين المغرب ومدينة مليلية قد تمت معالجتها. وفي تصريح لإذاعة "كادينا سير"، أكد وزير الخارجية الإسباني أن التحاق ولد سويلم بمنصبه تأخر بسبب حلول شهر رمضان، نافيا وجود "فراغ دبلوماسي للحضور المغربي" في اسبانيا ومتحاشيا الحديث عن الأخبار التي تحدثت عن استياء إسبانيا من تعيين مسؤول سابق في جبهة البوليساريو كسفير للمغرب في إسبانيا، البلد الذي يقدم أكبر دعم مادي وسياسي وإعلامي لانفصالي البوليساريو. وقال موراتينوس إنه عمل خلال الأسبوع الماضي إلى جانب زميله وزير الداخلية ألفريدو بيريث روبالكابة وبمساعدة المصالح الدبلوماسية والقنصلية الإسبانية بالمغرب على معالجة الأحداث الأخيرة التي انفجرت على خلفية المعاملة السيئة التي يتعرض لها المواطنون المغاربة في المعابر الحدودية بين المغرب ومدينة مليلية على يد عناصر الشرطة الإسبانية والتي وصفها المغرب ب"العنصرية". وأشار الوزير أن الأحداث الأخيرة لا يمكن وصفها ب "نزاع" أو "أزمة" ثنائية مشيرا إلى أن وجود أزمة حقيقية بالفعل بين بلدين هي المتمثلة بما حدث في شبه الجزيرة الكورية عندما شنت كوريا الشمالية هجوما على باخرة من كوريا الجنوبية وأدى إلى إغراقها. وأضاف موراتينوس في حديثه الإذاعي إلى أنه ينبغي وضع "كل شيء في مكانته" مؤكدا إلى أن النزاع أو "الوضع المتوتر بشكل كبير" يشكلان مفاهيم "قوية جدا في العلاقات الدولية" وأن حالة الكوريتين كانت بمثابة "أزمة". ونوه موراتينوس علاوة على ذلك، إلى أن المعبر الحدودي مع المغرب تجتازه حشود كبيرة من الأشخاص والسلع ولذا "يحدث فيه خلافات من وقت لآخر"، حيث اعتبر ذلك "بالأمر الطبيعي" بين بلدين جارين تربطهما "علاقة ثقة جيدة" وعلاقات "متينة جدا"، حسب ما أكد عليه. ومن جهة أخرى اعتبر موراتينوس أن الأحداث الأخيرة التي جرت على الحدود بين البلدين "تم تجاوزها كليا وعفا عنها الزمن" حيث سيتم تأكيد ذلك مع زيارة وزير الداخلية روبالكابا إلى الرباط في 23 أغسطس الجاري، كما أكد أن وزارته كانت تعمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية بشكل مستمر لإيجاد حل لهذه الأحداث ولو أنه لم يقوم أي وزير بزيارة مليلية للاطلاع على ما يجري عن كثب. وفي سياق متصل وصف موراتينوس زيارة رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسي ماريا اثنار إلى مليلية "بالخيانة" و "المفاجئة"، مستبعدا أن يكون وراء الأحداث مطالب مغربية حول السيادة على سبتة ومليلية. وأشاد موراتينوس بالعلاقات بين البلدين مشيرا إلى أن المغرب بلد حيوي بالنسبة للمصالح الاسبانية ويربط بينهما أفضل مستوى للعلاقات بين بلدين جارين.