وأخيرا كسر رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس ردوريغث ثاباتيرو "حاجز الصمت" المطبق من قبل الحكومة الاسبانية حول احتجاجات المغرب ضد "المعاملة السيئة" لقوات الأمن الاسبانية ضد مواطنين مغاربة في معابر الحدود بين مليلية والمغرب، حيث دافع عن سلوك الشرطة في المعابر الحدودية ووصفه "بالتصرف الصحيح". وفي حديثه للصحفيين بعد عقد لقاء مع الملك خوان كارلوس في قصر "ماريبينت" في جزيرة بالما دي مايوركا، عرض ثاباتيرو للحكومة المغربية تقديم "التوضيح والحوار والمعلومات" على "سلسلة من التصريحات والبلاغات" حول "سلوك الشرطة الاسبانية على الحدود ضد مواطنين مغاربة" مع ميليلة والتي نددت بها المغرب. وذكر ثاباتيرو في هذا السياق، أن كل من وزير الخارجية ميغيل أنخل موراتينوس ووزير الداخلية الفريدو بريز روبالكابا يعملان في "هذا الاتجاه" لإبلاغ حكومة الرباط حول نشاطات البوليس على أرض الواقع بهدف أن لا تعكر هذه النشاطات البوليسية "صفو العلاقات" بين البلدين الجارين. هذا وأوضح ثاباتيرو أن سياسته الخارجية مبنية "دائما" على التمسك بالهدف في "إعطاء الأولوية للعلاقات الجيدة مع جيراننا" بما فيها المغرب التي تشارك اسبانيا "بكثير من المصالح، والعديد من المهام المشتركة" وان الأولوية بالنسبة لحكومته هو تنشيط هذه العلاقات خلال "الأعوام الأخيرة" للحكومة الاشتراكية. وقال ردا على سؤال حول التوتر الأخير في الحدود بين المغرب ومليلية والانتقادات التي وجهتها الرباط ضد قوات الأمن الاسبانية، "تجمعنا علاقات جيدة وستجمعنا العلاقة الجيدة". وهي الأولوية بالنسبة لحكومتي وبالنسبة لي وكذلك بالنسبة للحكومة المغربية". ومن جهة أخرى، أعرب ثاباتيرو عن رغبته بعودة السفير المغربي إلى اسبانيا، بعد غياب منذ ثماني أشهر، معتبرا أن عودته "ستحسن العديد من المهام في العديد من الجبهات وينبغي أن تكون للتعاون مع المغرب"، مشيرا "إلى أن الحكومة الاسبانية تنتظر وتأمل بعودة السفير المغربي إلى عمله في اسبانيا". كما أكد ثاباتيرو أن العلاقات بين اسبانيا والمغرب في ظل حكومته أخذت " تنمو وتطور بشكل ايجابي جدا"، مشيرا إلى أنه "عندما تسير الأمور بشكل جيد بين اسبانيا والمغرب، فان هناك الكثير من الأمور التي تعمل بشكل جيد لكلا البلدين. وسوف نثابر عليها". وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين البلدين يسدوها نوع من الفتور في الآونة خاصة منذ بداية التعاطي مع قضية أميناتو حيدر مرورا بالمعاملة السيئة للبوليس الاسباني وصلت إلى حد الاعتداء الجسدية ضد مواطنين المغاربة على الحدود بين البلدين وما نتج عنها من احتجاجات شديدة اللهجة من قبل الدبلوماسية المغربية.