وصلت قافلة تاريخ بلادي المنظمة في إطار الاحتفاء بمرور 12 قرنا في حياة المغرب، الى مدينة العيون يوم الجمعة الماضية في مرحلتها الثانية عشرة بعدما غادرت مدينة أكادير. وحطت «قافلة تاريخ بلادي»، التي تنظمها جمعية 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس، رحالها في أول محطة لها في الصحراء المغربية، لتقيم قرية التاريخ في مدينة العيون وتعانق الكثبان الرملية سواحل المحيط الأطلسي. وتجد قافلة تاريخ بلادي نفسها في مكان اشتهر منذ القدم بكونه معبرا شهيرا للقوافل التجارية القادمة من بلاد السودان والمتجهة نحو شمال المغرب، سواء صوب مراكش أو فاس، مما أهل سكان منطقة الساقية الحمراء للعب دور الوساطة التجارية، التي تشهد عليها المواسم التي كانت تعقد بالمنطقة، والمنشآت التجارية والفنادق المخصصة للتجار الأجانب «سوق النصارى». فقوافل الجمال الكبيرة كانت تحمل الذهب وريش النعام والتوابل والعطور. لنقله الى باقي ربوع المملكة. فقد شكل تاريخ منطقة العيون بوجدور الساقية الحمراء بوابة المغرب الجنوبية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، كما عرف تدفق الحركات الاستكشافية البحرية القادمة من المحيط الأطلسي، والتي كانت تخبئ وراءها نوايا استعمارية. وأهم ما يشد الانتباه في هذه المنطقة هو الحضور القوي للطرق الصوفية ضمن تاريخ الإقليم، الذي يعتبر من أهم المناطق التي تتمركز فيها الزوايا الدينية خاصة على وادي الساقية الحمراء، وبالتحديد في منطقة عيون أغمان، ولطالما استأثرت زوايا الصحراء المغربية باهتمام المؤرخين والباحثين.