حطت قافلة «»تاريخ بلادي»», التي تنظمها جمعية الاحتفاء بالذكرى 1200 سنة لتأسيس مدينة فاس, الرحال مساء يوم الجمعة, بساحة مولاي يوسف بآسفي لتسليط الضوء على صفحات من تاريخ وثراث جهة دكالة عبدة. وتهدف هذه القافلة, حسب الجمعية المنظمة, إلى منح كل المغاربة من كل الأعمار, خاصة الشباب والنساء منهم ومن كل الجهات والمشارب, الإحساس القوي بالإنتماء إلى الوطن, وتمكين المغاربية من تملك تاريخ بلادهم وتقوية الشعور المشترك بالفخر بثراء تاريخهم وحضارتهم, وذلك في أجواء تثقيفية وترفيهية واحتفالية. وتتضمن فعاليات هذه القافلة, إقامة أروقة تهتم بتاريخ وإنجازات المملكة «»فضاء بلادي»», كما تسلط الضوء على الخصوصيات التاريخية لجهة دكالة عبدة, من خلال «»فضاء جهتي»», وستعنى كذلك بشهادات المواطنين الذين تقاطع تاريخهم الخاص مع تاريخ المغرب من خلال فضاء «»تاريخي»». ويتيح وصول قافلة «»تاريخ بلادي»» بجهة دكالة عبدة, والتي ستمكث بها لمدة أسبوع, فرصة التعرف على تاريخ هذه المنطقة الزاخر بالأحداث, سيما وأنه تعاقبت عليها العديد من الحضارات القديمة من القرطاجيين والفنيقيين والرومان, ثم الفتوحات الإسلامية مع وصول عقبة بن نافع, مما أثرى هذه الجهة على أصعدة مختلفة سواء التاريخية أوالثقافية. وقد استأثرت مدينة آسفي باهتمام كبير منذ القديم نظرا لموقعها الجغرافي المتميز على سواحل المحيط الأطلسي, مما منحها صيتا عالميا ذائعا حيث تمتزج الأساطير بالحكايات القديمة التي تحكي عن مدينة تيغالين الغارقة تحت مياه الاطلسي وبالنظريات العلمية التي أثبتت أن آسفي كانت أول منطلق لاكتشاف العالم الجديد وما وراء الأطلسي قبل كريستوف كولومبوس, وهو ما أثبتته رحلات راع العالمية. أما مدينة الجديدة, حاضرة قبائل دكالة, فقد ارتبط تاريخها بالاحتلال البرتغالي الذي دام أكثر من قرنين, قبل أن تتحول إلى مدينة الجديدة على إثر استرجاعها من طرف المولى محمد بن عبد الله بعد حصار دام أكثر من شهرين أجبر البرتغاليين على الانسحاب متبعين سياسة الأرض المحروقة لتبقى مهدومة لأزيد من نصف قرن ورغم ماقاسته هذه المدينة, فإنها تعتبر اليوم تراثا إنسانيا عالميا, وفقا لتصنيف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وبعد محطة آسفي, ستستكمل القافلة مسارها بزيارة عدد من المدن المغربية لتحل في الأخير بالعاصمة الرباط, حيث سيتم الاحتفاء بأسبوع التاريخ بمساهمة كل الجهات.