أعطت جمعية 12 قرنا على تأسيس مدينة فاس يوم 18 يوليوز المنصرم انطلاقة قافلة التاريخ من مدينة فاس الروحية، لتزور 16 مدينة تمثل كلّ منها إحدى جهات المملكة، وذلك تحت الرعاية السّامية لصاحب الجلالة الملك محمد السّادس.. وبما أن هذه الرحلة ستمتد إلى 16 أسبوعا فقد خصت القافلة أسبوعا كاملا للجهة الشرقية والتي انطلقت بها يوم الجمعة 15 غشت ,08 كما ستزور معها الحسيمة، طنجة، القنيطرة، سطات، آسفي، بني ملال، مراكش، أكادير، العيون، الداخلة، كلميم والدار البيضاء لتحلّ في الأخير بالرّباط كمحطة تمثل فيها كل الجهات لتتوج بحفل غنائي.. وتبرز قافلة التاريخ ثلاثة فضاءات متميّزة يهتمّ أولها بتاريخ وإنجازات المملكة المغربية في (فضاء بلادي)، لتركز على تاريخ وخصوصيات الجهة التي ستحلّ بها القافلة من خلال (فضاء جهتي) كما ستعنى بشهادات المواطنين الذين تقاطع تاريخهم الخاصّ مع تاريخ المملكة المغربية من خلال (فضاء تاريخي).. وتتيح فضاءات «بلادي» و«جهتي» و«تاريخي» فرصة للمواطنين، خاصة الشباب، بالشعور بأنهم معنيون بتاريخ بلادهم، كما ستساهم في إضفاء الطابع الإنساني على هذا التاريخ، الذي كتب صفحاته رجال ونساء سيتمّ تجميع وعرض شهاداتهم.. وقد حطّت قافلة التاريخ في مدينة وجدة التي زارتها بقرية التاريخ التي نصبت بساحة 3 مارس على شاكلة «الفنادق» القديمة التي كانت تتواجد ولزمن طويل، على امتداد طرق القوافل القديمة والتي تميزّت بها مدننا العريقة كفضاءات للمبادلات التجارية والتعارف.. وجاء تنظيم هذه التظاهرة، التي أشرف على افتتاحها الكاتب العام لولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة أنكاد نيابة عن الوالي وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، في إطار التظاهرات الاحتفائية بميلاد الأمة المغربية الساعية إلى إبراز غنى تراث وقيم بلادنا، والاستلهام منها عبر محاور ستّة هي: «جامعة القرويين والعلوم الدّينية» و«الإسلام المغربي والروحية»، و«الدّولة والمؤسسات والسّلالات المالكة» و«ملتقى العلوم العالمة والمهارة الشعبية» و«التقارب والتعدّد الإثني». وتستوحي قافلة التاريخ أشكال نشاطها من الإرث المتمثل في القوافل التي تشهد على ميل المغرب والمغاربة نحو الإنفتاح والتبادل، إذ شيّدت المملكة المغربية ازدهارها وقوتها على تجارة القوافل، ودوّنت مدن المغرب مثل فاس، مراكش، وسجلماسة الصّفحات الأكثر إثارة في تاريخ القوافل الكبرى التي كانت تقوم بالرّبط بين افريقيا جنوب الصحراء وأوروبا.. وقدّمت قافلة التاريخ لجمهور وجدة برنامجا تنشيطيا زاخرا بالسكيتشات والعروض المسرحية والموسيقية على الخشبة المسرحية التي احتلّت الفضاء المركزي من قرية التاريخ بوجدة، كما تمّ تقديم حفلات موسيقية من طرف فناني الجهة الشرقية المضيفة للقافلة. وبداخل القرية مكّنت فضاءات العروض الزوّار من استلهام الهدف المنشود للقافلة، وضمنها فضاء لعرض الأفلام والأشرطة الوثائقية من بينها شريط حول تاريخ المغرب أنتجته شركة «عليان إنتاج». ثم متحف الرياضة الذي يحمل إسم «أمجاد الأبطال» الذي يرسم الصفحات المشرقة من تاريخ الرياضة المغربية.. فيما خصصت قيم للتعاونيات بالجهة الشرقية لمختلف الحرف التقليدية بالمنطقة.. وكانت هذه المحطّة لقافلة التاريخ فرصة لتسليط الضوء على أهم الصفحات التاريخية لمنطقة وجدة سواء فترة ما قبل التاريخ أو فترة ما بعد الاسلام. واستأثرت الجهة الشرقية دوما باهتمام جميع سلاطين المغرب، فوجدةالمدينة الألفية التي كانت دوما حصن المغرب الشرقي، كما لاتزال مدينة الناظور محافظة على معالمها، وآثارها التاريخية، وتمثل مغارة تافوغالت أحد أهم المواقع الأثرية للانسان القديم بهذه المنطقة التي ذاع صيتها. عالميا بعد اكتشاف أقدم حلي في العالم.