سؤال: بداية نود معرفة حيثيات تأسيس جمعية النخيل للبيئة والتضامن والتنمية القروية. > جواب: بادئ ذي بدء أود أن أشكر جريدة العلم على توجهها الحالي، وذلك بالانفتاح على جمعيات المجتمع المدني، وخاصة تلك المنشغلة بقضايا البيئة والتنمية الاجتماعية، أما بخصوص تساؤلكم، فيمكن القول بأن فكرة تأسيس جمعية النخيل للبيئة والتنمية القروية جاءت من جهة لحاجة ملحة إلى جمعيات تسهم في التنمية المحلية على مستوى مدينة سلا وتشبع حاجيات عدة ترتقي بالإنسان، وذلك عبر تفعيل برامج ومشاريع تنموية صغرى. ومن جهة ثانية تم تأسيس الجمعية بناء على دراسات ونقاشات موسعة لأطر رفيعة المستوى من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين آمنوا بفعالية العمل التطوعي للمساهمة في التنمية المجالية لمدينة سلا، كل بحسب تخصصه فكان خلق فضاء جمعية النخيل التي يوجد مقرها بحي كريمة بمدينة سلا. سؤال: كيف تم تحديد أهداف جمعية النخيل، وما هي الوسائل التي ترونها فعالة لتحقيق التنمية المجالية بالمدينة؟ > جواب: لقد تم تحديد أهداف جمعيتنا بناء عن دواعي عدة تمثلت في ارتفاع النمو السكاني للمدينة الذي أفرز اختلالات اجتماعية نتيجة تصاعد البناء العشوائي وانتشار دور الصفيح، فتنامت الجريمة وظواهر الانحراف، مثل الدعارة والإتجار في المخدرات. أما من الناحية البيئية والجمالية فإن ارتفاع وتيرة التعمير وغياب مراقبة المجالس الجماعية لعمليات البناء جعل من مدينة سلا عبارة عن أطراف غير متجانسة ومتباعدة الأشكال من الناحية الهندسية المعمارية، ترتب عنه انعدام النظافة مما يجعل الوضع البيئي للمدينة جد سيئ. من تم فإن الحركية التي تشهدها مدينة سلا لم يوازها تدبير معقلن للمجالس الجماعية التي تناوبت على تدبير شأنها المحلي، جعلت الوضع يتفاقم بنيويا، مما ينذر بخطر حقيقي يتهدد الوضع الاجتماعي والبيئي والثقافي للمدينة ما لم تتعبأ كل الجهات لإنقاذ الوضع في وقت تأكد فيه عجز المجالس الجماعية السابقة والمجلس الحالي في وقف نزيف الأزمة. وضع يستدعي تعبئة شاملة لتجاوز الخطر الاجتماعي والبيئي وذلك بوضع سياسة تنموية شاملة، يشارك فيها المجتمع المدني والمقاطعات والوكالة الحضرية ومفتشية التعمير ورجال السلطة والقطاع الخاص وقطاع الإسكان والمؤسسات التابعة له، للحد من تزايد البناء العشوائي حفاظا على سلامة توازن النسيج الاجتماعي وسلامة الوضع البيئي للمدنية. ولهذه الاعتبارات تم تسطير أهداف جمعية النخيل للبيئة والتضامن والتنمية القروية على الشكل التالي: تعزيز قيم التكافل الاجتماعي: حيث نعتبره أسمى القيم الإنسانية وأنبلها، لهذا عملنا منذ تأسيس جمعيتنا على مساعدة المحتاجين. كما ساعدنا بعض الأفراد في انجاز مشاريع صغرى مدرة للدخل، وفي تقديم مساعدات انسانية في المناسبات الدينية. وتنظيم أيام طبية، وتنظيم دروس الدعم والتقوية في المواد الدراسية واللغات يؤطرها أساتذة متطوعون. تقوية القدرات الذاتية للأفراد، تعد مدينة سلا مدينة الجهاد والعلم والمعرفة ومدينة المقاومة أسهمت بفعالية في التنمية الوطنية بقدراتها البشرية المؤهلة والمبدعة، وهي اليوم من الناحية الكمية تعد خزانا للموارد البشرية المادة الخام التي وجب تأطيرها وصقلها بالتكوين والتأهيل المنتج. محاربة الأمية لإن مجاورة مدينة سلا للبادية وتوالي سنوات عجاف جعلها قبلة لهجرات عدة من منطقة زمور وتافيلالت وجبالة ومنطقة السهول.. ترتب عنه انتشار البناء العشوائي وتفشي الأمية، ما يتطلب مزيدا من تضافر الجهود للقضاء على هذه الآفة. المحافظة على البيئة: أكدت دراسة حول الوضع البيئي بالمدينة قامت بها الجمعية أن المدينة تعرف عدة نقط سوداء تستدعي التدخل العاجل للحد من الأضرار التي تتسبب فيها وخاصة بالمناطق المجاورة للحي الصناعي بحي الرحمة، وقد تدخلت الجمعية لدى الجهات بمقترحات حلول أخذت في كثير من الأحيان بعين الاعتبار. وتقوم الجمعية في ذلك بتنظيم حملات للنظافة وتحسيس بالمحافظة على البيئة... التنشيط الثقافي والرياضي: عمل أساسي تقوم به الجمعية، وذلك بتحسيس أطفال وشباب الأحياء بأهمية الانخراط في نوادي رياضية وثقافية. سؤال: إذا كانت هذه أهداف جمعية النخيل، فما هي البرامج التي أنجزتموها في هذا الاتجاه وكيف تقيمونها؟ > جواب: تنطلق الجمعية من تصور استراتيجيي يستوعب الحاجيات والامكانيات ويعي حجم التحديات، ويستلهم مشاريعه بتمويل أقل وفاعلية أكبر، وبفضل هذه المنهجية كان اقتراح مشاريع وأنشطة جمعية النخيل للتنمية القروية ناجحا وفعالا، فبعد رصد للإحصائيات في المجال الصحي والخدمات الصحية اتضح بالمدينة ان هناك 5000 و5051 مريض لكل طبيب في مدينة يصل عدد سكنها الى 92700 نسمة، ولذلك قامت الجمعية بتنظيم عدة حملات طبية لتصحيح البصر في الأحياء الفقيرة بمدينة سلا بالمجان فعلى سبيل المثال لا الحصر قامت الجمعية بتنظيم: 1- يومين طبيين بحي الرحمة استفاد منه 780 مستفيدة ومستفيد. 2- يوم طبي بحي الانبعاث لفائدة 400 مستفيدة ومستفيد. 3- يوم طبي بحي دوار الشيخ المفضل لفائدة 300 مستفيدة ومستفيد. 4- يوم طبي بحي المزرعة استفاد منه 600 مستفيدة ومستفيد على مرحلتين. 5- برمجة أيام طبية لفحوصات أمراض السكري في الأشهر القادمة لفائدة النساء والأطفال. 6- ستنظم الجمعية في 18 نونبر المقبل سباقا للأشخاص ذوي الحاجات الخاصة في الرسم والموسيقى وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمعاق. 7- وضعت الجمعية مشروعا لإنشاء حديقة بمدخل حي الرحمة من الجهة المجاورة لأرض بنعاشر نتمنى أن يحظى هذا المشروع البيئي الهام بالقبول من قبل الجهات المختصة. 8- خلق فرق ونوادي رياضية. بقي أن نشير في الختام بأن مسار العمل التطوعي الجماعي محفوف بصعوبات عدة منها ضعف المنح المخصصة للجمعيات وانعدام الشفافية في توزيع المنح التي تستفيد منها جمعيات صورية وجمعيات الزبونية السياسية.