ذكرت مصادر دبلوماسية، أن سيف الإسلام القذافي روج سرا لخطة سلام يسلم بموجبها والده العقيد معمر القذافي السلطة، ويضع ليبيا على طريق ديمقراطية دستورية، يتقلد هوشخصيا زمام الأمور في البلد مؤقتا. وقالت المصادر إن الفكرة ناقشتها شخصيات بارزة في طرابلس، ورغم ذلك نبهت إلى أنه لا القذافي ولا الثوار في بنغازي بدوا مستعدين لقبول هذه الخطوة. وأضافت أن هذا هو الموقف المبدئي، لكن ليست هناك مباحثات حاليا. و ترى « تايمز» البريطانية إن الخطة، التي تأتي في أعقاب زيارة قام بها محمد إسماعيل، أحد معاوني سيف القذافي، إلى لندن، تشير إلى أن أعضاء في الدائرة الداخلية للقذافي يدرسون خياراتهم. أما «نيويورك تايمز» الأميركية فكتبت تقول أن اثنين من أبناء القذافي على الأقل يقترحان حلا للصراع الليبي يقضي بتنحية والدهما لإفساح المجال للتحول إلى ديمقراطية دستورية تحت قيادة سيف الإسلام. وقالت الصحيفة إن الثوار أصروا على تغيير جذري لحكم القذافي الذي دام أربعين عاما. ومن غير الواضح ما إذا كان العقيد قد وقع على هذا المقترح المدعوم من قبل نجليه سيف وسعدي، رغم أن شخصا مقربا منهما قال إن الوالد بدا مستعدا للمضي قدما في الأمر. وأضافت أن المقترح يفتح نافذة جديدة لآليات أسرة القذافي في وقت يعتمد فيه العقيد، الذي له سبعة أبناء، كثيرا عليهم. وبعد تخلي أقرب مؤتمنيه عنه ، وهو وزير الخارجية موسى كوسا ، وعزلته بسبب عقود من محاولات الانقلاب والتطهيرات الداخلية ، صار القذافي يعتمد على أبنائه مساعدين مؤتمنين وقادة عسكريين. للإشارة ، فإن هذه الفكرة تأتي في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن وجود خلافات بين أبناء القذافي ، فبينما يميل سيف وسعدي نحو انفتاح سياسي واقتصادي على النمط الغربي، يعتبر معتصم وخميس من المتشددين. وهذا الأخير يقود مليشيا مرعبة تركز على قمع الاضطراب الداخلي. أما معتصم، وهو مستشار للأمن القومي وله مليشياه الخاصة، فكان يعتبر منافسا لسيف في السباق على خلافة الوالد. لكن سعدي يؤيد بقوة الخطة. وقالت« نيويورك تايمز» إن المقترحات هي أحدث دليل على أن حكومة القذافي ربما تشعر بالضغط الذي استمر أسبوعين بسبب الضربات الجوية لقوات الحلفاء التي قلصت بشكل كبير من أفضلية أسلحة مليشيات القذافي. في هذا الوقت ، استبعد مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا ، عبد الإله الخطيب ، حلا قريبا للأزمة الراهنة,بينما تستعد لجنة الاتصال الدولية بشأن ليبيا للاجتماع في الدوحة ، وسط إعلان الحكومة الليبية استعدادها للقيام بإصلاحات سياسية بوجود القذافي. و في تقريره إلى مجلس الأمن بعد عودته من ليبيا ، أوضح الخطيب إنه ما زال من الصعب التكهن بالفترة الزمنية التي يستغرقها حل النزاع الليبي», معتبرا أن على المجتمع الدولي مواصلة التعاون وبذل كل جهده. كما أعلن أن كلا من الحكومة الليبية ومعارضيها أظهروا استعدادا للقبول بوقف إطلاق النار تحت إشراف مراقبين, لكنه قال إن البيانات التي أصدرها الجانبان فيما بعد أثارت شكوكا بشأن استعداد الطرفين لقبول وقف للقتال. وذكر الخطيب أن المجلس الانتقالي طالب بأن يتضمن وقف إطلاق النار رفعا للحصار عن كل المدن الغربية ، وسحب القوات وخاصة القناصة المتمركزين في المدن ، والسماح للشعب بحرية التعبير. وأشار إلى أن المجلس الانتقالي لا يرى وقف إطلاق النار كافيا لإنهاء الأزمة, ويعتبر أن هدف الانتفاضة الحالية هو رحيل العقيد القذافي. في نفس السياق، أشارت تركيا إلى أنها بحثت مع مبعوثٍ ليبي زائر، أفكارا عن هدنة محتملة في ليبيا، في وقت اعترفت فيه دول أوروبية أخرى بالمجلس الوطني الانتقالي الذي أوفد الاتحاد الأوروبي مبعوثين للقائه، قبيل أول اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية في قطر. في مقابل ذلك,أعلنت الحكومة الليبية استعدادها للقيام بإصلاحات سياسية، لكنها شددت في الوقت نفسه على بقاء القذافي قائدا للبلاد «للحفاظ على وحدتها وإطلاق أي تغييرات». وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، إن الشعب الليبي، وليس أي دول أخرى، هو من يقرر مستقبل القذافي، مؤكدا أنه «لا مانع في مشاركة حكومات أجنبية في حوار متبادل بشأن الإصلاحات». وأشار إلى استعداد بلاده للقيام بإصلاحات مثل انتخابات أو تغييرات ديمقراطية أو حرية الصحافة أو الشفافية، لكنه شدد على أنه يجب أن يقود القذافي هذا للأمام. وقال «نعتقد أن القذافي مهم للغاية لقيادة أي انتقال إلى نموذج ديمقراطي وشفاف».