... في هذا اللقاء الذي جرى أمام أزيد من 40 ألف متفرج بمركب محمد الخامس ليلة السبت الماضي واستقبل فيه فريق الرجاء بتيفو جميل ودوي شهب اصطناعية ملونة وتشجيع لم ينقطع، لن نقول بأن الرجاويين حققوا الأهم أمام نادي سطاد مالي بعد فوزهم بهدف وحيد سجله المهاجم (بايلا) في الدقيقة 40 والذي كان كافيا للظفر بورقة التأهل للدور الثاني... ولكن نقول بأن الشياطين الخضر خاضوا لقاء أكثر من قوي وهم يقارعون فريقا منظما على المستوى التكتيكي وله لاعبون يتمتعون بفنيات عالية ولهم قدرة كبيرة وسرعة في القيام بالمرتدات الهجومية لذلك ظهر للجميع أن هزمهم لم يكن بالأمر السهل عند لاعبي الرجاء الذين ضاعفوا الجهد ونوعوا طرق لعبهم على أرضية الملعب بحثا عن المنافذ المؤدية لشباك الحارس المالي (سوميلا) الذي كان يتقدمه دفاع مركز وأمامه خط وسط صلب الشيء الذي صعب من مهمة الرجاويين الذين تحكموا في مجريات اللقاء أغلب فترات اللعب وسط الميدان إلا من الربع ساعة الأخيرة التي دب فيها العياء لأجسادهم بعد أن أكملوا اللعب بمدافعين معطوبين مسلوب والرباطي، وهو ما مكن الماليين من الإكتساح الهجومي والتقدم أكثر لمنطقة عمليات الحارس الجرموني الذي أنقذ مرماه من هدف التعادل في الدقيقة 75 بعد قذيفة مركزة وقوية إثر مرتدة هجومية سريعة من رجل المهاجم المالي (موري ماكان) في وقت كان بإمكان المهاجمين الرجاويين الصالحي والطير ومتولي والصواري الذين غاب عنهم التركيز على امتداد الشوطين تسجيل أكثر من هدف إلا أن المحاصرة والسبق للكرة من لاعبي سطاد مالي ضيعت عليهم الفرص المتاحة للتسجيل، كما أن الإبقاء على نتيجة (0/1) شكلت هاجسا لدى الرجاويين في حين شجعت الماليين على السعي وراء البحث المتواصل عن التعادل الذي كان يكفيهم لتحقيق التأهل، إلا أن المجموعة الرجاوية ورغم أن الهدف المطلوب لتأهلها سجل قبل دقائق من نهاية الشوط الأول فإنهم استطاعت طيلة 50 دقيقة من تحمل ضغط وأطوار اللعب بل مجاراتها بحس احترافي حتى وصلت بالنتيجة إلى نهاية المقابلة التي قادها طاقم التحكيم الكامبي باقتدار بقيادة الدولي (كساما بكاري) لتعرف تصفيرته الأخيرة إعلانا عن فرحة عارمة للجمهور الرجاوي الذي لا ننكر أنه في أكثر من مرة وضع يده على قلبه أمام الحضور القوي الذي أبان عنه الفريق المالي الذي لم يكن سهل المنال رغم انهزامه وهو لم يستسلم إلا بصعوبة كبيرة أمام فريقنا الرجاء الذي عليه من الآن التفكير في خصمه القادم خلال إقصائيات الدور الثاني من هذه الكأس، وهو فريق أسيك أبيدجان والمنتظر أن يواجهه في لقاء وحيد فاصل بينهما بالبيضاء بسبب الأحداث والأوضاع غير الملائمة التي تعرفها دولة ساحل العاج. وكتقييم لهذه المقابلة قال مدرب نادي سطاد مالي الجزائري كمال جبور بأن فريقه حاول في الجولة الأولى سد المنافذ المؤدية لمرمى حارسه أملا في إنهائه بالتعادل السلبي، إلا أن سرعة لاعبي الرجاء كانت فعالة وتمكنوا من توقيع هدف ثمين، وفي الجولة الثانية تضاعفت محاولاتنا الهجومية وكنا الأقرب إلى تحقيق التعادل وخاصة في الربع ساعة الأخير، إلا أن لاعبي الفريق لم يتمكنوا من التسجيل علما بأننا خضنا اللقاء في غياب ثلاثة عناصر أساسية ورغم ذلك قام اللاعبون بمقابلة جيدة. أهنئ الرجاء على فوزها وتأهلها لأنها تستحق ذلك أما مدرب الرجاء امحمد فاخر فأوضح أن المقابلة لم تكن سهلة وأنه بعد الرجوع من مالي أكد أن فريق سطاد متكامل وقوي على جميع المستويات ولابد عند مواجهة من نبذ التسرع والخضوع للعب أرضا وعلى الأطراف والتخلي عن رفع الكرات لمنطقة عملياته، وهذا ما لمسناه من لاعبينا الذين خاضوا معركة شرسة أمام هذا الفريق الذي كان خصما عنيدا لنا والذي إنتزعنا منه الانتصار والتأهل بصعوبة والفضل يعود للجمهور الرجاوي الرائع الذي دعمنا بشكل كبير في هذا اللقاء، والآن علينا التفكير في المواجهة القادمة والفاصلة بيننا وبين أسيك أبدجان.