تمكن فريق الرجاء البيضاوي من كسب ورقة المرور للدور الثاني، برسم دوري عصبة الأبطال الافريقية، بعد فوزه ليلة أول أمس السبت، على خصمه سطاد مالي بهدف نظيف، بالمركب الرياضي محمد الخامس، وأمام جماهيره العريضة التي فاقت 35 ألف متفرج. في غياب هشام المهدوفي المصاب في لقاء النخبة الوطنية أمام بوتسوانا الأخير، وبوشعيب لمباركي وأبو شروان، استطاع الفريق الأخضر أن يحجز بطاقة المرور للدور الثاني، رغم صعوبة المواجهة التي كانت قوية ، خصوصاً من جانب الفريق الضيف المالي الذي نهج أسلوباً دفاعياً، وأغلق كل المنافذ على مهاجمي الرجاء، الذين استعانوا بتمرير الكرات داخل المعترك عبر الأجنحة، وكذا من خلال التسديد من بعيد في العمق، بغية وجود قناص مثل حسن الطير وياسين الصالحي وحسن الصواري. وقد كان فريق سطاد مالي يأمل من خلال نهجه تحصين الدفاع، والاحتياط الشديد من مهاجمي الرجاء، وتفادي انسلالاتهم تجاه مرمى الحارس سومايلا دياكيتي، وذلك في أفق العودة بالتعادل وكسب ورقة المرور للدور الثاني. إلا أنه واجه إصرار أشبال امحمد فاخر، الذين واصلوا البحث عن الهدف الذي قد يعيد البسمة للجماهير التي حضرت لمساندة القلعة الخضراء، وذلك من خلال المحاولات والاندفاعات الهجومية والتسديدات القوية التي هددت في أكثر من مناسبة شباك الخصم المالي. وقبيل نهاية الشوط الأول، وعن اختراق دفاع سطاد مالي تمكن المحليون من بلوغ مرمى الماليين في حدود الدقيقة (39) بواسطة اللاعب بايلا. هدف حرك الجماهير الرجاوية وأشعل فتيل المدرجات وأعاد البسمة للجميع ، خصوصا وأنه أتى أمام خصم محترم، وقوي بالنظر لما قدمه خلال 45 دقيقة الأولى. الجولة الثانية عرفت إيقاعاً سريعاً، وبحثا متواصلا للرجاء عن هدف ثان بواسطة زملاء رشيد السليماني ، الذين خلقوا متاعب للاعبي سطاد مالي، والذين حاولوا بدورهم تغيير نهجهم، بعدما كانوا يعتمدون أكثر على المرتدات التي كانت لا تزعج الحارس طارق الجرموني الذي كان في شبه راحة خلال الجولة الأولى. وقد تحركت عناصر الخصم آملة بذلك تعديل الكفة، وبعد التغيير الذي قام به المدرب الجزائري جبار، من خلال إقحامه اللاعب أداما دياري مكان إيمو إيمانييل ومحمد كوماري مكان موسى دياگو، وذلك بغية ضخ دم جديد على مستوى الخط الأمامي، قصد الوصول لشباك الحارس طارق الجرموني لتسجيل هدف التعادل، لكن الدفاع الرجاوي كان حاضراً بقوة، مع نجاح تدخلات الحارس الذي أبعد وتصدى لكل الكرات التي كانت تشكل خطورة على مرماه. كما حاول امحمد فاخر مدرب الرجاء، إعطاء نفس على مستوى خط هجوم الرجاء، بعد إقحامه لكل من برابح مكان الصالحي وأوحقي عبد الصمد مكان حسن الطير وكوني مكان بايلا مسجل الهدف. وقد قدم لاعبو الرجاء البيضاوي خلال الجولة الثانية، عرضاً جيداً ولوحات جميلة من خلال التمريرات والمراوغات، صفق لها الجمهور الذي عاين المباراة بمركب محمد الخامس. ومع مرور الوقت، كانت الجماهير تطالب بمضاعفة الحصة، مع الاحتراس والحفاظ على نتيجة الفوز التي منحت الرجاء ورقة المرور للدور الثاني. وكاد الخصم المالي في آخر مجريات المباراة أن يخلق المفاجأة لولا تدخلات الحارس الجرموني والدفاع، وذلك من خلال التسديدات القوية والكرات التي مرت محاذية . ورغم إضافة الحكم الغامبي كساما لخمس دقائق، كوقت بدل ضائع، فإن النتيجة لم تتغير، وهي النتيجة التي خدمت مصالح الفريق الأخضر، ومنحته ورقة المرور للدور الثاني، حيث سيواجه في شهر ماي القادم الخصم الإيفواري أسيك أبيدجان، لكن الكاف فرضت على الأسيك، إجراء المباراة خارج قواعده، نظراً للأوضاع غير المستقرة ببلاده. وعقب نهاية المباراة، عقدت ندوة صحفية، أكد من خلالها مدرب سطاد مالي على أن فريقه فاز في لقاء الذهاب، وحضر لمدينة الدارالبيضاء من أجل البحث عن ورقة التأهيل والعودة ولو بنتيجة التعادل السلبي ، إلا أنه فوجىء بخصم رجاوي محترم الذي يستحق الانتصار. أما الإطار الوطني امحمد فاخر، فقد أكد أن الانسلالات عبر الأجنحة هي الوسيلة الوحيدة التي مكنت الرجاء من بلوغ المرمى، أمام خصم قوي وأمام جماهير عريضة، وكذا الضغط النفسي الذي عانته العناصر الرجاوية الشابة، والتي ستقول كلمتها مستقبلا خلال لقاءات دوري عصبة الأبطال الافريقية، التي وصفها فاخر بأنها جد صعبة ولا يمكن التكهن بنتائجها رغم الحضور القوي للقلعة الخضراء، وذلك نظرا لتدخل عدة عوامل، والتي يعلمها الجميع. كما أكد أن النهج التكتيكي ساعد الرجاء، وأنه بطبعه لن يغامر في مسيرته كمدرب له تجربة واسعة، في الاعتماد على بعض اللاعبين الشبان رغم مهاراتهم، لكن، يقول امحمد، إنهم سيكونون حاضرين في وقتهم المحدد.