كانت لحظات جميلة، تلك التي قضاها عشاق فن العيطة، والتراث الشعبي عموما، مع واحدة من اكبر رموز هذا الفن المغربي العريق. إذ الأمر يتعلق بالشيخة «الطباعة» فاطمة الحمونية،ولعل برنامج نغموتاي قدم فرصة طيبة لمشاهدي القناة الأولى، للاطلاع على عالم هذه الرائدة في مجال العيطة، ومن خلال السهرة تلك، تم ربط تواصل جديد مع فن العيطة، بعد غياب طويل لهذه الفنانة، التي تعلق المغاربة بفنها، واسلوبها في إدارة مجموعتها، والبحة التي يتميز بها صوتها الآسر لكل من يستمع إليها. وكانت السهرة مناسبة عرفنا من خلالها كيف انطلقت في هذا المجال، وكيف استطاعت ان تجد لها مكان وسط عمالقة العيطة انذاك، كما تعرفنا على مكتشفها وجانب من حياتها الأسرية مع زوجها الفنان الجيلالي، فرصة استضافة الفنانة فاطمة الحامونية. مكنتنا أيضا من اكتشافها خجولة، ومتلعثمة في الحديث، ومقتضبة في الرد. عكس مانراها قوية في الخشبة وهي تقدم أعمالها بقدرة عالية، وثقة في النفس وطلاقة في تقديم أصعب العيطات، ومختلف أنواعها. الحلقة اضفى عليها ضيوفها إضافات مفيدة خاصة الفنانين الشعبيين حجيب وعبد الله البيضاوي الذي كان سيخلف عالم بوشعيب البيضاوي، لكنه تخلى عن هذا الطموح، ولابأس آن نقدم تنويها لمعدي البرنامج الذين قدموا لنا الفنان بوشعيب الجديدي، الذي يتميز بخصائص فنية متعددة. والتنويه بالبرنامج لا يدخل في إطار المجاملة، لأنه يعيد فعلا الاعتبار وينفض الغبار عن أسماء فنية كان لها وهجها في زمنها، ثم توارت خلف عوامل السنين. فهل تعود الحمونية بعد غيابها الى الأضواء كما وعدت بذلك؟