من سوء حظ سكان أهل الغلام بسيدي مومن أن يبقوا متخبطين في مشاكل متنوعة بسبب هشاشة البنيات التحتية وقلة المرافق الإجتماعية الضرورية، إن لم نقل انعدامها بالمرة، ما جعلهم يحسون بنوع من الغبن والإهمال والشعور بالحكرة والمرارة، إذ يظن بعضهم أن وجودهم داخل المدار الحضري وانتماءهم لمجلس مدينة الدارالبيضاء، لم يفدهم بشيء، حيث بقيت منطقتهم مهمشة حتى الآن. وحتى الوحدات السكنية الكثيرة التي أقيمت مؤخرا على تراب هذه المنطقة، لم تأت بجديد ولم تغير من واقعهم المزري، الذي يتجلى في غياب المرافق الثقافية والرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى قلة المؤسسات التعليمية، ووسائل النقل التي تنعدم في بعض الأحياء السكنية التي يضطر قاطنوها إلى استعمال العربات المحفوفة بالمخاطر التي تجرها بالدواب والخيول، كما هو الشأن بالنسبة لسكان سلام أهل الغلام الذين يوجدون في عزلة تامة عن الأحياء المجاورة، أما انعدام الأسواق المنظمة فحدث ولا حرج، ما يدفع بالمتسوقين إلى ولوج الأسواق العشوائية والباعة المتجولين الذين يعرضون بضائعهم على الأرصفة، زيادة على أن المواطنين يشتكون من انتشار ظاهرة السرقة والسطو والإعتداء على المارة، وانتشار المتسكعين وتناول المخدرات. ولولا الجهود المضنية التي يبذلها رجال الأمن الوطني ب «أناسي» والمتمثلة في تنظيم دوريات أمنية احترازية استباقية للحد من هذه الظاهرة، لاستفحل الأمر أكثر كما يشتكي السكان من انتشار الأزبال والنفايات، وانفجار قنوات التطهير والحفر والأخاديد، ناهيك عن كثرة الأوحال والأتربة، وبقايا عمليات أثار البناء والأشغال، والذي يزيد في الطين بلة هو أن معظم الشوارع والأزقة غير معبدة وأنه لا وجود لعلامات الأرصفة في أكثر من مكان هذا عن السكان القاطنين بالوحدات السكنية المنظمة أما سكان الأحياء العشوائية مثل سكان دوار السكويلة ودوار أمزاب والبوهالي والقرقورية واشطيبة والثكنة العسكرية، فإن معاناتهم متنوعة، ومهما حاولنا وصفها أو حصرها وتصويرها، فلن نفي بالغرض ويبقى سكانها المكتوون بنارها، هم حقا من يحسون بمدى فظاعتها ومرارتها ومحنها وبشاعتها وليس هناك أمل في القضاء عليها إلا بتسريع وتيرة المشاريع السكنية المندرجة ضمن مشاريع مدن بدون صفيح المعدة للقضاء على دور الصفيح التي نجحت في مدن كثيرة، فكانت لها أصداء طيبة وانطباعات واضحة، حازت رضا المواطنين وتركت في نفوسهم آثارا حسنة، خصوصا وأن مثل هذه المشاريع حظيت بالمواكبة والمتابعة الملكية حتى تم تعميمها على كل المدن المغربية. وفي هذا الإطار يطالب شباب المنطقة برمجة بعض المشاريع الترفيهية والثقافية على اعتبار أن العديد من الأحياء بهذه المنطقة، مثل مشروع سلام أهل الغلام، أناسي، الأزهر، وسكني التي تعاني نفس الحالة ترى فهل تؤخذ هذه المطالب بعين الاعتبار.