نظمت أخيرا جمعية البناة بمركز الاستقبال في المحمدية دورة تدريبية لفائدة كتاب وأمناء فروع الجمعية. وقد تميز هذا اللقاء الذي دارت محاوره حول موضوع :»تأهيل العنصر ابشري رهان التنمية «، بعرض افتتاحي ألقاه الأستاذ محمد السوسي المفتش العام وعضو اللجنة التنفيذي لحزب الاستقلال. وخلال الجلسة الافتتاحية للدورة التدريبية أكد الأخ رشدي رمزي نائب الكاتب العام لجمعية البناة أن هذا النشاط يندرج في إطار الأنشطة السنوية التي برمجها المكتب التنفيذي للجمعية خلال هذا الموسم والتي ترمي إلى إعادة تمكين منخرطي الجمعية بصفة خاصة والشباب المغربي بصفة عامة من آليات التطوع والعمل على غرس قيمه داخل المجتمع المغربي . وأشار الأخ رشدي رمزي إلى أن مبدأ التطوع ظل و مايزال في نظر جمعية البناة يشكل دعامة أساسية داخل منظومة العمل الجمعوي بالمغرب. وأفاد أن الجمعية ستواصل مسيرتها التطوعية المبنية على خدمة كافة قضايا الوطن وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. من جهته نوه الأستاذ محمد السوسي في بداية عرضه الذي دار حول موضوع « العمل التطوعي في فكر الزعيم علال الفاسي « بعمل جمعية النباة والانجازات التي قامت بها وعلى رأسها بناء طريق الوحدة، وكذا المشاريع التنموية التي انخرط فيها المغاربة منذ الحصول على استقلال والتي همت المؤسسات والمرافق التي تخدم المواطن والوطن. وأشار الأستاذالسوسي إلى الأعمال التطوعية في فترة الاستعمار وذلك بالمساهمة في شراء الأسلحة وتقديم المؤونة للمقاومين في جميع أقطار المغرب سواء في الشمال ضد المستعمر الاسباني وفي الوسط ضد المستعمر الفرنسي. وانتقل الأستاذ المحاضر إلى التعريف بمصطلح التطوع وقيمته من خلال النصوص الدينية ومن خلال الفكر الأدبي ومن خلال مدرسة المقاومة وعمل المقاومين وأعضاء الحركة الوطنيةوعلى رأسها فكر الزعيم علال الفاسي الذي تدعو مجموعة من أشعاره وإبداعاته الأدبية إلى التطوع باعتباره لبنة أساسية للبناء والتأسيس. وأبرز علاقة الفداء والمقاومة بالتطوع وذلك بالتضحية من أجل البلاد رغم أن هذه الأعمال قد تكون مقدمة للمخاطر التي كان يتعرض لها المغاربة على يد المستعمر. انتقل آلأخ السوسي نحو سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما تحمله هذه السيرة من أوجه للتطوع سواء في الهجرة النبوية وبناء المسجد وتبليغ الرسالة الإسلامية، وأشارإلى أن المقاومين المغاربة وفي مقدمتهم الزعيم الراحل علال الفاسي اقتدوا بالسيرة النبوية، فقد دأبوا على التضامن فيما بينهم من أجل الرقيي بهذا الوطن ليسير على نهجهم المغاربة الوطنيين حيث قاموا عن طريق التطوع ببناء المساجد والمستوصفات والمدارس ومساعدة من يطلب المساعدة. ودعا أخيرا إلى تضافر جهود المتطوعين بجمعية البناة من أجل الدعوة إلى التضامن والتضحية والتطوع من أجل خدمة الذات والمجتمع والوطن. واعتبر أن جمعية البناة هي امتداد لعمل تطوعي وطني قام به المناضلون والمقاومة المغربية من أجل الاستقلال.