فاز المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على النيجر بثلاثة أهداف دون رد في اللقاء الودي الذي جمعهما مساء أول أمس الأربعاء بالملعب الرياضي الجديد في مراكش استعدادا لمباريات الجولة الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. وسجل أهداف المنتخب المغربي اللاعب مبارك بوصوفة في الدقيقة 16 وفي الدقيقة 84 من ضربة جزاء واللاعب المحلي في صفوف فريق الفتح الرياضي الرباطي أمين البقالي في الدقيقة 90 . وقدم الفريق المغربي عرضا مقنعا أمام جمهور تجاوز عدده 30 ألفا. وسيخوض المنتخب المغربي مباراة مهمة أمام منتخب الجزائر يوم 27 مارس المقبل ضمن المجموعة الرابعة في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا المقررة في غينيا والغابون. انشراح وتفاؤل غيريتس ..أكد الناخب الوطني الوطني إيريك غيريتس أول أمس في أعقاب اللقاء الإعدادي الذي جمع أسود الأطلس بمنتخب النيجر بملعب مراكش الجديد أمام حضوري جماهيري وازن، و متابعة إعلامية وطنية و دولية مكثفة، والذي أنهاه الأسود لفائدتهم بثلاثة أهداف دون رد، أنه بدأ يضع يده على معالم الفريق المثالي الذي يتوقع أن يدخل به الاقصائيات الرسمية المقبلة خصوصا لقاء مارس بالجزائر.. ولم يخف غيريتس إعجابه بالعناصر الوطنية التي امتثلت كثيرا لتعليماته وعملت على تطبيق خطط اللعب خلال شوطي اللقاء الذي تميز بشوطين مختلفين حيث اعتب أن الشوط الأول كان متوسطا سار نحو بحث مجموعته على التأقلم فيما بينها والبحث عن الفرديات التي ضيعت على الفريق فرصة تسجيل الأهداف، وشوط ثاني تحول خلاله المنتخب إلى فريق أكثر انسجاما وتفاعلا بين مكوناته ما مكنه من جلب الأنظار و الوصول إلى مرمى الخصم في أكثر مكن مناسبة بالرغم من أن الفريق الضيف- حسب وجهة نظر غيريتس- ليس بالفريق السهل إذ يبقى مركزه الرابع والتسعون عالميا يجعله قريبا من ترتيب منتخبنا الوطني .. وزاد إيريك غيريتس القول بان المنتخب الذي أجرى لقاء الأربعاء هو نفس الفريق الذي لعب ضد ايرلاندا الشمالية بملعب الأخير وقدم عرضا طيبا ينم عن جاهزية كل العناصر التي تتاح لها فرصة حمل القميص الوطني، سواء تلك التي تدخل في بداية المواجهة أو تلك التي تدخل في وسط اللقاء بحيث لا يظهر الفرق بين عناصر الفريق و تطبيق خطة اللعب المدروسة والمقننة بين الجميع .. وبخصوص اللاعبين الممارسين بالدوري المغربي أكد الناخب الوطني أن الباب ما يزال مفتوحا أمام الجميع من أجل الالتحاق بالنخبة وأنه ليست له اختيارات محصورة في اللاعبين الممارسين بالخارج و أعطى مثالا للاعبي البطولة الوطنية بلاعب الفتح الرياضي محمد أمين البقالي الذي اعتبر دخوله خلال لقاء هذا اللقاء بمثابة أحسن عمل قام به الإطار التقني خلال هذا اللقاء خصوصا بعد تمكن اللاعب من إهداء المنتخب هدف رائع من أول لمسة له للكرة، وهذا دليل عل حسن الاختيارات التي يتم القيام بها .. وعن لقاء الجزائر المقبل شدد غيريتس أن الفرصة أمام المنتخبين للتنافس الكروي والابتعاد عن الشحن قائلا» لابد أن يطغى التنافس الكروي الشريف على المواجهة لأننا سنكون أمام لقاء في كرة القدم و ليس في حرب» وختم الناخب الوطني ندوته الصحافية بالقول» أنا لا أومن بالفريق النموذجي.. ولكن أعترف بالإطار العام للفريق النموذجي « . لقاء بشوطين مختلفين حاول المنتخب المغربي مفاجأة الضيوف في الدقائق الأولى بالاعتماد على الضغط على الحامل الكرة في وعدم فسح المجال أمام لاعبي النيجر ما مكن الأسود من السيطرة الكاملة على الربع الأول من المواجهة ومد المهاجمين بكراة في العمق سواء من الجهة اليمنى أو اليسر في اتجاه رأسية الشماخ الذي أخطأ المرمى في الدقيقة الحادية عشرة ليضيع أولى أهداف النخبة الوطنية ..ليستمر نفس النهج الذي اعتمده أشبال غيريتس بواسطة بوصوفة وتاعرابت في الأمام بمساعدة بصير والسليماني من الخلف لتكون الممرات إحدى الأسلحة المعتمد خلال الجولة الأولى و التي أثمرت هدف السبق في الدقيقة الخامسة عشرة بواسطة اللاعب مبارك بوصوفة الذي كان الأكثر تألقا خلال هذه المحطة.. و سار الأسود على نفس النهج من أجل التهديف لكن الحصار الذي ضرب على الشماخ، و الغياب التثاقل الذي بدا على يوسف حجي منعا من الوصول إلى مرمى الحارس داودا كاسالي الذي لم يعرف مرماه الراحة على عكس نظيره المغربي محمدينا الذي لم يختبر خلال اللقاء.. وسارت الجولة الثانية على نفس النهج مع تألق ملحوظ لمبارك بوصوفة الذي أبدع وهدد و مرر لزملائه ليبدأ مسلسل التغييرات و اكتشاف العناصر المحترفة، ويدخل المهدي كارسيلا الذي انتظرته الجماهير، فكان فلم يذهب الانتظار سدى حين أضاف اللاعب النخبة ملحا ليتحصل على ضربة جزاء في حدود الدقيقة 83 يظيف بها بوصوفة هدفا ثانيا لرصيده وللنخبة الوطنية، قبل أن يختتم البقالي مسلسل الأهداف بهدف من البطولة الوطنية و من على بعد ثلاثين مثرا عن طريق ضربة خطا مباشرة حركت المدرجات في الوقت بدل الضائع لينتهي اللقاء على إيقاع الثلاث.. المراكز: حراسة المرمى : لم يتم اختبارها كثيرا خلال هذا اللقاء لمحدودية هجوم الضيف الدفاع : قليلة هي الهجمات التي أقلقت الدفاع المغربي، ومع ذلك شكلت بعض المواقع تثاقلا لا بد من وضعه في الاعتبار في اللقاءات المقبلة، فالانسلالات المحدودة للهجوم الضيف كادت تخلق الأزمة الوسط الدفاعي: في حاجة للبحث عن صمام أمان يكون محل ثقة وموجه للنخبة الوطنية في مستقبل الجولات الوسط الهجومي: الربط بين الخطوط يعرف بعض الارتباك وهو ما ظهر خلال اللقاء .. الهجوم : كان في المستوى في انتظار المزيد من الانسجام بين مكوناته يمينا ويسارا ووسطا.. الخلاصة: وقد أثبت العناصر الوطنية عن رغبتها في البروز الايجابي صحبة منتخب الأسود سواء القديمة منها أو الجديدة و كان المهدي كارسيلا أبرز الوجوه التي تم التركيز عليها بعد الجدل الكبير الذي عرفه التحاقه بالفريق من عدمه في الآونة الأخيرة، وهو ما عبر عنه اللاعب للعلم في أعقاب المواجهة حيث قال «أنا مغربي وسأبقى رفقة أوسد الأطلس لأنني مقتنع بانتمائي للمنتخب الوطني» ليفند بذلك كل الشكوك المحيطة بهذا الموضوع.. ومن جهته نفى اللاعب تاعرابت في تصريح للجريدة ما راج في إحدى الصحف الأجنبية من خلاف بينه و بين المدرب غيريتس و التي قالت بأن اللاعب من المرجح أن يكون لقاء الأربعاء آخر محطة رفقة الأسود، وقال بأنه بأن هذا الكلام يعيد كل البعد عن الصواب، وأن انتمائه للمنتخب المغربي انتماء للوطن.. ويبقى لقاء النيجر محطة مهمة للمنتخب المغربي بالرغم من محدودية الخصم وضعف مستواه، خصوصا وأن ايريك غيريتس سيعتمده كمرجع لمراجعة الأخطاء الفردية للاعبين و تفاديها في أقرب محطة رسمية بالجزائر أواخر الشهر القادم.. .