خلفت المواقف التي عبرت عنها الحكومة الإسبانية في شخص وزيرة خارجيتها ونائب رئيس الحكومة في شأن التطورات المتعلقة بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ردود فعل غاضبة جدا من طرف قيادة جبهة البوليساريو الإنفصالية، وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية السيدة ترينيداد خيمينيث، قد صرحت بأن الاستفتاء لم يعد الحل الوحيد لإيجاد تسوية لهذا النزاع ودعت جبهة البوليساريو الإنفصالية لقبول مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، ونفس الإتجاه كان نائب رئيس الحكومة الإسبانية السيد الفريدو بيريز قد سار عليه حينما أشاد بالمقترح المغربي. وسارعت قيادة الجبهة الإنفصالية إلى إصدار بلاغ يندد بالمواقف الإسبانية الجديدة، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل عمدت إلى تحريك الأوساط الموالية لها داخل التراب الإسباني للضغط على الحكومة الإسبانية، وما إن توجهت وزيرة الخارجية الإسبانية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلم أنها ستبحث مع نظيرتها الأمريكية قضية هذا النزاع المفتعل حتى سارعت قيادة الجبهة من جديد إلى «التنديد» بما أسمته «بالحملة التي تقودها الحكومة الإسبانية حاليا على الصعيدين الإسباني والعالمي». وأضافت بأنه «خلال الأسابيع الأخيرة التقت وزيرة خارجية إسبانيا بنظرائها بالدول التي تشكل ما يعرف بمجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية، وكانت القضية الصحراوية محور المحادثات، وعلى مدى هذه الأيام اجتمعت الوزيرة مع بان كي مون وكريستوفرروس، في حين وفي سياق تصريحات المسؤولين الإسبان، ليس هناك أدنى شك بأن هذه الحملة تتوجه إلى التصادم مع الشرعية الدولية». واعتبرت قيادة الجبهة الانفصالية أن موقف إسبانيا الجديد «هدام» وأنها تحاول «التنصل من التزاماتها الدولية». وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية قد بادرت إلى إجراء العديد من الإتصالات من قبيل إجتماعات عقدتها مع كل من وزراء خارجية روسيا وبريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدةالأمريكية كما التقت بالأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس، وركزت رئيسة الديبلوماسية الإسبانية في جميع هذه الاتصالات على البحث عن حل سياسي للنزاع المفتعل وترجيح اعتماد مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب.