هددت حكومة رئيس كوت ديفوار المنتهية ولايته، لوران غباغبو، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدول التي تقبل باعتماد سفراء يعينهم الرئيس المنتخب - حسب لجنة الانتخابات- الحسن وتارا، في حين سلم رؤساء كل من سيراليون، والرأس الأخضر، وبنين، غباغبو إنذارا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) يدعوه إلى التنحي وإلا واجه القوة. وقال متحدث باسم الحكومة في بيان أذاعه التلفزيون الحكومي، «تود الحكومة أن يكون معلوما أنها في ضوء مثل هذه القرارات، تحتفظ بالحق في تطبيق المعاملة بالمثل في إنهاء مهام بعثات سفرائهم في كوت ديفوار «، وهو ما يعني ضمنيا إمكانية طرد سفراء تلك الدول من البلاد . وتعرف كوت ديفوار أزمة سياسية بعد إجراء جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية يوم 28 نونبر الماضي، حيث أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز وتارا، لكن المجلس الدستوري ألغى نتيجتها وأعلن غباغبو رئيسا للبلاد لولاية جديدة. غير أن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ودولا غربية وأفريقية اعترفت بوتارا رئيسا وطالبت غباغبو بالتنحي، كما فرضت عليه أوروبا وعلى بعض المقربين منه عقوبات، في حين علق الاتحاد الأفريقي عضويةكوت ديفوار . وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت أن إجراءات اعتماد السفير الجديد لكوت ديفوار -الذي عينه وتارا- «جارية» ليحل محل السفير الحالي المقرب من غباغبو، في وقت احتل فيه مؤيدو وتارا مبنى السفارة الإيفوارية في باريس. وحسب الرئيس البنيني، بونى ياي، في تصريح مقتضب بعد الاجتماع مع غباغبو، فإن «الأمور سارت بشكل جيد». ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل. غير أن وزيرة خارجية بنين، جان ماري أيهوزو، صرحت بأن هدف المهمة الأفريقية هو إقناع غباغبو بمغادرة مكتبه «دون تأجيل». واستبقت حكومة غباغبو الاجتماع بالقول إنها «لن تتغاضى عن أي تدخل في شؤونها» واستبعدت أن يوافق غباغبو على الاستسلام للضغوط الدولية والتنازل عن السلطة لوتارا الذي تعتبره القوى الإقليمية والدولية الفائز الشرعي في انتخابات الرئاسة. وقال المتحدث باسم الحكومة، أهوا دون ميلو، لهيئة الإذاعة البريطانية في مقابلة ، عندما سئل عن احتمال استقالة غباغبو «دعونا نتجنب الشطط السياسي، ليس من حق أي مؤسسة دولية التدخل بالقوة لفرض رئيس في دولة ذات سيادة «. وكان غباغبو نفسه قد صرح قبل ذلك بأنه «الرئيس الشرعي المنتخب لكوت ديفوار»، وأنه لا فرصة للاستجابة لمطلب التنحي الطوعي الذي يحمله الرؤساء الثلاثة، محذرا من أن استعمال القوة يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية مدمرة. وقد اجتمع الرؤساء الثلاثة، البنيني، والسيراليوني، أرنست باي كوروما ، ورئيس جزر الرأس الأخضر، بيدرو رودريجيز بيريس، لاحقا مع وتارا. لكن لم يتسرب شيء عن فحوى اللقاء. وسقط أكثر من 170 قتيلا في أعمال عنف أعقبت الانتخابات مما يهدد بانزلاق البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية من جديد. وفي علامة على التوتر المتصاعد، قالت الأممالمتحدة إن أحد أفراد قوة حفظ السلام التابعة لها أصيب في هجوم على موكب بأبيدجان . وأضافت البعثة في بيان «طوق حشد كبير الموكب وأصابوا جنديا بمنجل وأحرقوا إحدى السيارات الثلاث التي كانت في الموكب».