سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
3652 حالة إصابة بالسيدا بالمغرب و26 ألف حالة غير مشخصة وتخصيص 18 مليون درهم للوقاية والعلاج وزيرة الصحة تنفي ارتفاع نسبة الإصابة وتركز على الوقاية والتكفل المجاني بالمرضى
نفت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، أن يكون المغرب سجل ارتفاعا في عدد المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة، المسمى ايدز أو السيدا ، منذ أن ظهرت أول حالة سنة 1986 إلى الآن. وأوضحت بادو، التي كانت تتحدث مساء أول من أمس الثلاثاء، إلى مجلس المستشارين، أنه رغم النسبة الضئيلة المسجلة بالمغرب، فإنها تحرص على السلامة الجسدية للمواطنين من خلال تفعيل مبدأ الوقاية، أحسن من العلاج، عبر تكثيف حملات التوعية والتحسيس في المدارس والجامعات، وفي المساجد، وعبر وصلات إعلانية في وسائل الإعلام. وقالت بادو «إنه بفضل الجهود المبذولة من طرف المغرب، والإنجازات التي حققت في مجال الوقاية، والرصد والتكفل المجاني بالمصابين بالسيدا، استطاع المغرب أن يرتقي إلى الرتبة الأولى في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وما تجديد الدعم من طرف الصندوق العالمي لمكافحة السيدا للفترة بين 2007 و2011، إلا اعترافا بهذه الجهود». وأعلنت بادو أن إجمالي الحالات المصرح بها من طرف المراكز الاستشفائية منذ أوائل عام 1986 إلى أواخر أكتوبر 2010، بلغ 3652 حالة، أي بنسبة تقل عن 0.1 في المائة، فيما تقدر وزارة الصحة وجود 26 ألف حالة غير مشخصة. وأوضحت بادو أن معدل انتشار هذا الداء لا يزال منخفضا في المغرب، نتيجة تبني مخطط استراتيجي وطني ممتد ما بين سنة 2007إلى2011، يساير التوصيات الدولية في هذا الشأن، حيث انخرطت فيه عدة قطاعات حكومية مثل وزارة الصحة، ووزارة التربية الوطنية، ووزارة الشبيبة والرياضة، والمندوبية العامة للسجون، ووزارة الشغل والتكوين المهني، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكذا ووزارة الفلاحة، وكذا جمعيات المجتمع المدني. وأضافت بادو أنه بفضل هذا المخطط الاستراتيجي الوطني، استطاع المغرب أن يحقق عدة منجزات بينها، تعميم العلاج الثلاثي مجانا على نطاق واسع لجميع الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا من خلال استعمال عقاقير مضادة للفيروسات القهقرية، وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية. وقالت بادو» يتلقى ما يقارب 3.000 مصاب بالسيدا، العلاج بهذه العقاقير، بالموازاة مع برنامج للدعم النفسي والاجتماعي لكل المصابين منذ سنة 2009، والعمل بالعلاج الاستبدالي بالميتادون METHADONE لمتعاطي المخدرات بالحقن». وتفعيلا لسياسة القرب، أكدت بادو أن الوزارة عملت على تعميم الفحص بواسطة الكشف السريع في المراكز الصحية للعلاجات الأساسية، بالإضافة إلى مراكز المنظمات، غير الحكومية، إذ بلغ عددها 70 مركزا موزعة على مختلف مناطق المملكة المغربية. وأكدت بادو اعتماد وزارة الصحة، لمنظومة العلاج عبر مركزين مرجعيين جامعيين بالرباط والدارالبيضاء، و6 مراكز مرجعية جهوية موجودة في كل من مراكش، أكادير، فاس، مكناس، طنجة، ووجدة، حيث يتم التكفل مجانا بحاملي الفيروس فيما يخص الجانب السريري، وتوفير الأدوية والتتبع البيولوجي للعلاج، كما تم تعزيز البرامج الوقائية لتشمل 400 ألف شاب وامرأة، و50 ألف شخص من الفئات أكثر عرضة لهذا المرض، مع إنجاز 45 ألف اختبار لفيروس السيدا مجانا وباسم مجهول، والزيادة في الميزانية السنوية المخصصة حاليا في مكافحة السيدا لتبلغ 18 مليون درهم بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية، وتنسيق جهود الشراكة مع المجتمع المدني عبر الانفتاح على المنظمات غير الحكومية مع إدماج الوقاية من السيدا في برامج التنمية والجمعيات المحلية. ومن جهته، إلتمس المستشار، عبد السلام اللبار من فريق حزب الاستقلال، من وزارة الصحة إحداث مراكز للتشخيص في العالم القروي، والمناطق النائية لتقريب الوقاية والعلاج من المصابين، خاصة وأن وزارة الصحة تبذل قصارى جهودها لمحاربة الداء، مطالبا الوزيرة شخصيا بمضاعفة العمل للعناية بالمصابين. وفي سياق متصل، طالب المستشار، عبد الكبير برقية، من الفريق الاستقلالي بضرورة مواصلة برامج التوعية لأنها أحسن من العلاج، حاثا وزارة الصحة على تنسيق عملها مع المؤسسات التعليمية والمساجد، والشباب والرياضة، والمؤسسات السجنية، لتفادي الاسوء، كون 26 ألف حالة أو ما يزيد عنها غير مشخصة، مشددا على دور المجتمع المدني في التفاعل مع برامج وزارة الصحة.