انعقد بالعاصمة الفرنسية باريز من 17 الى 27 نونبر 2010، الاجتماع السابع عشر، للجنة الدولية للمحافظة على سمك التونة الأطلنطيكي (ICCAT)، المكونة من 48 دولة المخصص أصلا، لتحديد حصة مجهود صيد هذا الصنف من السمك الجوال، وتوزيعها بين الدول المعنية بذلك، وخاصة منها الدول الواقعة مابين أقصى شمال المحيط الأطلسي، حيث الممر السنوي لهذا السمك، ودول ضفتي المتوسط، حيث مواقع التوالد والعودة الى الموطن الأصلي بالمياه الدافئة بسواحل المكسيك وكاليفورنيا.. وقد طبع أشغال هذا الإجتماع، الشد والجذب، بين من يطالب بتوقيف ومنع صيد سمك التونة الأحمر لمدة ثلاث سنوات، ومن يطالب بحظر صيده نهائيا، واعتباره من الأصناف المهددة بالانقراض، وبين من يطالب بتخفيض مجهود صيده بنسبة (50%) عن الحصة التي خصصتها نفس اللجنة، للسنة الحالية والمغتصبة (2010)، وهي (13.500) طنا، منها (7.104) طنا للدول الأوروبية والمتوسطية التابعة للاتحاد الأوروبي، والباقي للدول المتوسطية الأخرى، كالمغرب وتركيا والجزائر، وليبيا، وتونس وغيرها وتحديدها في حصتي 12900 طنا أي بانتقاص 600 طن خلال سنة 2011. وإذا كان هذا التقليص لم يرق المنظمات الدولية المدافعة على البيئة والأحياء البحرية، وعلى رأسها منظمة السلام الأخضر (غرينيس)، فإنه سيلحق ضررا كبيرا بالمضارب التقليدية التي تستعملها اسبانيا في المياه الواقعة مابين طريقة وقاديس بالجنوب الاسباني، وما بين طنجة وأصيلة بشمال المغرب، وهي المصايد المشهورة التي يعبرها سمك التونة الأحمر، في رحلات التوالد والعودة، والواقعة تجديدا بمعبر بوغاز جبل طارق. وعلى هامش هذا الملتقى، نظمت الجمعيات البيئية، مظاهرات واحتجاجات بالعاصمة الفرنسية باريز، طالب من خلالها هؤلاء، بإنقاذ سمك التونة الأحمر من الإبادة، مشيرة بأصابع (الإتهام !) لبعض الدول المتوسطية التي تصطاد هذا الصنف من السمك، اعتماداً على الطائرات الإستكشافية، ومراكب عملاقة تقوم بمحاصرته بشباك شاسعة ومستديرة، وفي شكل حلبة، يتم قطرها وجرها، وبداخلها الآلاف من أسماك التونة الصغيرة الحجم، ووضعها في مزارب للتعليف والتسمين، أو بيعها لمعامل التصبير رغم صغر حجمها.. كما تم فضح، بعض الدول المتوسطية، ومنها جارتنا (الشرقية!) بالصيد (السري!) والعشوائي لسمك التونة الأحمر، خارج الحصة المحددة، وبيع ذلك في الأسواق السوداء، وأن مايتم صيده و(سرقته!)، يدر على (هؤلاء!) مبلغاً مالياً حدده الخبراء في (4.000) مليون دولار! صورة مركبة تُظهر حجم لسمكة التونة أثناء المظاهرة بباريز، وعملية صيد بالمضربة بأحد المصايد الاسبانية.