وصف تقرير لمنظمة «الفاو»، صدر بداية الشهر الجاري، المغرب بأكبر مُصدر للأخطبوط في العالم، فيما إسبانيا وإيطاليا واليابان أكبر الدول المستوردة له، وتعد تايلاند أكبر مُصدر للحبار في العالم متبوعة بإسبانيا والصين والأرجنتين، ووصلت حصة الرخويات ككل من تجارة السمك في العالم 4,2 % في سنة 2006، بإنتاج سنوي مستقر يتراوح بين 3,6 و3,8 مليون طن. وأوضح محمد ناجي الجامعي المتخصص في سياسة واقتصاد الصيد البحري في تصريح ل «المساء» أن الخلاصات التي خرج بها التقرير العالمي تنسحب بدرجة أو بأخرى على وضعية المصايد بالمغرب، إذ إن هناك مصايد مستغلة بشكل مفرط كالرخويات، وأخرى مستغلة بشكل كامل وقاربت الحد الأقصى لتجدد المخزون كالسمك الأبيض والقشريات وعموم المصايد الواقعة شمال أكادير كالمنطقة الشمالية، وصنف ثالث من المصايد غير مستغل بشكل كامل كمصيدة السمك الأزرق بالمنطقة الجنوبية. ونبه تقرير «وضعية مصايد العالم وتربية الأسماك» إلى ضرورة مراعاة أرباب الصناعة السمكية والمشرفين على سياسة تهيئة المصايد البحرية لتأثيرات التغيرات المناخية على هذا القطاع، وإشاعة ممارسات الصيد المسؤول بشكل أوسع، وقال «كيفن كوشرن» وهو أحد المشاركين في صياغة التقرير إن الممارسات الجيدة موجودة بين دفات الكتب، ولكنها تحتاج إلى التطبيق وإرساء آليات لإقامة مصايد أكثر مرونة للتغير المناخي. ويظهر تأثير التغيرات المناخية في مساهمتها الواضحة في إعادة خريطة توزيع الكائنات البحرية والأصناف السمكية، إذ إن الأسماك التي تعيش في المياه الساخنة أصبحت تدفع دفعاً نحو المياه القطبية، مع حصول تغير في أماكن عيشها وإنتاجيتها. وأشار التقرير إلى المخاطر التي تتهدد المجتمعات التي تعيش بشكل أساسي على المنتوج السمكي، وذلك بسبب الضغط الكبير على المصايد التي أصبحت مستغلة بشكل مفرط، مما يقلص من المخزون السمكي، ويزعزع الاستقرار والأوضاع المعيشية للساكنة المعتمدة على السمك. ودعت «الفاو» إلى بذل مجهودات مستعجلة لمساعدة الأفراد الذين يعتمدون على السمك والكائنات البحرية، خصوصا الأكثر عرضة منهم لتداعيات التغير المناخي. وقالت «الفاو» إن 19 % من المخزونات السمكية الأساسية التي تراقبها في وضعية استغلال مفرط، فيما 52 % من المخزونات مستغلة بشكل كامل وبلغت من الاصطيادات أقصى الحدود الممكنة للمحافظة على استمراريتها، واعتبر التقرير أن أكبر مشكل تعاني منه المصايد هو تجاوز مجهود الصيد للحدود المقبولة لتجدد المخزون. وقال التقرير إن نحو 43 مليون شخص في العالم يعملون بشكل دائم أو مؤقت في صيد السمك وتربية الأصناف البحرية، 86 % منهم في آسيا، ويعتمد نحو مليار من ساكنة العالم على قطاع الصيد البحري، وتشكل الأسماك مصدر 15 % من كمية البروتينات الحيوانية التي يتلقاها ما يقارب 3 مليارات من ساكنة العالم. ويصل إجمالي الإنتاج السمكي العالمي إلى 143,6 مليون طن (92 مليون طن من السمك و51,7 مليون طن من الأحياء البحرية)، 110 ملايين منها للاستهلاك البشري، والباقي للأغراض الأخرى كتربية الأسماك، فيما يبلغ عدد سفن الصيد المراقبة في العالم إلى زهاء مليونين و100 ألف وحدة، 90 % يقل طولها عن 12 متراًَ، ويصل عدد السفن الصناعية الضخمة إلى 23 ألف وحدة.