شكلت سنة 2004 عملية تحول هامة للفضاء السمعي البصري الوطني بعد إحداث الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وإحداث الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري وإنهاء احتكار الدولة لمجال البث الإذاعي والتلفزي. وتميزت هذه المرحلة بمشاورات مكثفة همت كيفية تعزيز مكانة الأمازيغية في الإعلام. ونتيجة لهذه المشاورات أدمجت عدة مقتضيات على مستوى النصوص المتعلقة بالاتصال السمعي البصري وعقود البرامج ودفاتر التحملات، ما أعطى للأمازيغية مكانة مهمة ضمن شبكة برامج الإعلام العمومي. وفي هذا الإطار تشكلت لجنة مشتركة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الاتصال وقد أولت هذه اللجنة أهمية خاصة لقطاع الأخبار وفي إطار من التشاور والاحترام وإن كان البعض مقتنعا بأن المجهودات المشتركة بين الأطراف المعنية بإدراج الأمازيغية في الإعلام أثمرت ظهور صورة جديدة للأخبار بالقناة الأولى بتنوع في موادها وتحسن في شكلها وبدأت القناة الثانية كمبادرة وصفت آنذاك بالمتميزة في بث نشرة الأخبار بالأمازيغية، فإن العديد من المتتبعبن لهذا الأمر لا زالوا يؤكدون على ضرورة تفعيل ما التزمت به القناتان الأولى والثانية في دفتر تحملاتهما وذلك ببث 30 % من برامجهما بالأمازيغية . وقد بدأ التفكير في إمكانية إحداث قناة أمازيغية وقنوات أخرى تابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية منذ بداية 2006، وخلال إحد اجتماعات اللجنة الثنائية المشتركة في مارس 2007 تقرر تشكيل لجنة تقنية ستعمل على تقديم تصور حول المشروع. وعمل الشركاء من المعهد و وزارة الاتصال والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية والقناة الثانية على إعداد تصور حول المشروع من خط تحريري وشبكة للبرامج وملف تقني وأبان هذا العمل أن هناك إمكانية لإيجاد صيغ مختلفة لتعزيز مكانة الأمازيغية في الإعلام. ٭ هل «قناة تامازيغيت» تمكنت فعلا وفي مدة لم تتجاوز بعد عشرة أشهر من تقديم خدمة متميزة سواء على مستوى الأخبار أو التثقيف أو الترفيه لعموم المغاربة، وهل استطاعت من خلال برامجها أن تحقق ذلك التواصل الذي عبر عنه العديد من الذين كتبوا عنها قبل أو بعد ولادتها، والذين قالوا إنهم مطمئنون لنجاح هذه التجربة من حيث اعتمادها على إدارة ذات خبرة مهنية مهمة وطواقم صحافية تقنية شابة ومتمكنة وإمكانيات تقنية حديثة. ويسجل آخرون أنه بالرغم من هذه المجهودات يبقى حضور الإنتاج الأمازيغي ضمن المشهد السمعي البصري والسينمائي دون الطموح المأمول وهذا جانب من الجوانب التي يجب الاشتغال عليها على صعيد آخر يجب التفكير في توسيع المساحة الزمنية المخصصة للأمازيغية في القنوات العمومية.