لم تعد مهمة رجال الأمن والجمارك بمطار محمد الخامس تفتيش حقائب المسافرين بحثا عن الممنوعات فقد أصبح عليهم اعتمادا على ذكائهم ضبط المسافرين المشبوهين وإخضاعهم للكشف عبرجهاز السكانير. فقد تم مؤخرا اعتقال مجموعة من المسافرين يخفون المخدرات في بطونهم بفضل ارتياب رجال الأمن في سلوكهم أثناء الانتظار في بهو المطار.. وقد سبق في السنة الماضيةأن تم اعتقال امرأة من جنسية افريقية كانت تخفي المخدرات في جهازها التناسلي. كما أصبح من مهام رجال الأمن في مطار محمد الخامس منع بعض الفتيات من السفر إلى سوريا وبعض دول الخليج بعد التأكد من انهن يسافرن لاحتراف الدعارة.. وقد تم خلال هذه السنة اعتقال ما يفوق 20 فتاة.. ووسيطة في مجال الدعارة ينحدرن من مدن البيضاء وطنجة والجديدة وخريبكة والقنيطرة وسطات.. وعلى ذكر الدعارة فقد أحصت «جمعية انصاف» ما يفوق «15» ألف أم عازبة من بينهن تلميذات وطالبات حاصلات على مستوى جامعي. ونبقى مع الاحصائيات لنكتشف أن في مدينة الدارالبيضاء يوجد ما يفوق «8» آلاف متسول ومتسولة أصبحوا يشكلون شبكات منظمة في اختيار الاماكن المخصصة لكل مجموعة.. وقد نتج عن هذا الوضع بروز عصابات تختص في خطف الأطفال المعاقين لاستغلالهم في اثارة شفقة المواطنين للعطف عليهم والاحسان اليهم وعلى ذكر العصابات.. فالظاهر أن الاتجار في الأسلاك النحاسية لم يعد يغري فقط بعض الأشخاص لسرقتها وبيعها بالكيلو، فقد اكتشف رجال الامن وجود شركة استحوذت على «120» ألف طنا من أسلاك كهربائية وهاتفية كانت بصدد شحنها وتصديرها للخارج. وبالنسبة لسرقة السيارات لم تعد العصابات الناشطة في هذا الميدان تعتمد على العنف.. بل أصبح أفرادها يقومون بشراء السيارات من أصحابها مقابل شيكات مزورة وبلا رصيد وهكذا تمكن أفراد عصابة من اقتناء عشر سيارات وبيعها في مدينة سلا لشخص يملك معرضا لبيع السيارات المستعملة، ونبقى مع مغامرات أفراد هذه العصابات التي لا تنقطع اعتداءاتها على المواطنين. فقد تم توقيف متهمين في منطقة آنفا نفذوا خلال أسبوع واحد خمس عمليات باعتراض المارة في الشارع العام وترهيبهم بإشهار سيوف وسكاكين وسلبهم ممتلكاتهم.. والفرار على متن سيارة.. وكان من بين ضحاياهم: موظف: ومحامي فرنسي ومواطن ليبي وامرأة. واعتقد أن مساهمة المواطنين لمساعدة رجال الامن في مكافحة الاجرام تعتبر أنجع الطرق لتطويق أنشطة المجرمين كما حدث في شارع عقبة بن نافع قرب الطريق السيار عندما تمكن المواطنون من إلقاء القبض على لص اعتدى على مواطن سينغالي.. وكما حدث في أحد شوارع آنفا عندما حاول لص خطف هاتف محمول من فتاة قاومته بشجاعة مما لفت انتباه المارة فاتصل أحد المواطنين فورا برجال الشرطة وبعد حضور عناصر من فرقة الصقور أدلوا لهم بأوصاف النشال الذي فر على متن دراجة ليتعقبه رجال الصقور.. مما جعل اللص يفقد توازنه ويصطدم بسيارة ويسهل اعتقاله. وبالاضافة الى مساهمة المواطنين في مكافحة الجريمة هناك دور كاميرات المراقبة في تسجيل أطوار العمليات الاجرامية وكشف وجوه المجرمين... وقد تمكنت كاميرا مبثوثة في واجهة محل تجاري من تصوير عملية اعتداء تعرض لها سائق «طاكسي» من طرف عصابة متخصصة في سرقة سائقي «الطاكسيات»... مما ساعد رجال الشرطة على التعرف عليهم واعتقالهم. وبموازاة الأحداث الاجرامية شهدت مدينة الدار البيضاء أحداثا مأساوية بعد مقتل قاصر من طرف شاب من أبناء الحي قرب ثانوية مولاي اسماعيل بمنطقة للامريم ومقتل شاب من طرف أخيه على اثر خصام تافه بالحي المحمدي وانتحار مواطن بشارع النيل بابن مسيك وتعرض «كورتي» في موقف محطة «الطاكسيات» قرب فندق حياة ريجنسي لطعنة خنجر اسقطته مغمى عليه والعثور على رضيعين: الأول مقطوع الرأس في صندوق قمامة بشارع الفداء، والثاني مدفون في مرحاض بالحي المحمدي ووفاة شاب بعمالة آنفا بعد تناوله لمادة «المعجون» المخدرة اشتراها من الحي المحمدي. ومحاولة اغتصاب قاصر من طرف احد السكارى ولم ينقذه غير صراخه الحاد فاجتمع الناس واعتقلوا السكير وسلموه لرجال الشرطة. ومن الأحداث المؤلمة انهيار ثلاثة منازل بدرب القريعة والمدينة القديمة والهراويين واندلاع النار في معمل وفي سيارة بمنطقة الفداء. وعلى ذكر انهيار المنازل فاستنادا على وثيقة أعدتها مندوبية وزارة الاسكان بجهة الدارالبيضاء فعدد المنازل المهددة بخطر الانهيارات يفوق «3500» دار وهذه المنازل يقطنها ما يفوق «72» ألف أسرة.